قال ابن عباس ﵄ في هذا المعنى: العبادة هي التوحيد. وهكذا قال جميع العلماء: إن العبادة هي التوحيد. إذ هو المقصود، والأمم الكافرة تعبد الله وتعبد معه سواه، كما قال جل وعلا: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ - إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ [الزخرف: ٢٦ - ٢٧] (١) فتبرأ من معبوداتهم كلها إلا فاطره سبحانه: أي خالقه. فعلم أنهم يعبدونه، ويعبدون معه غيره.
فلهذا تبرأ الخليل من معبوداتهم سوى خالقه وفاطره ﷿، وهو الله ﷾. وهكذا قوله ﷿: ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي﴾ [مريم: ٤٨] (٢) فعلم أنهم يعبدون الله، ويعبدون معه غيره. والآيات في هذا المعنى كثيرة، فعلمنا بذلك