ليقولوه، وليعترفوا به. فعلمهم كيف يثنون عليه، فقال عز من قائل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة: ٢ - ٤] (١) علمهم هذا الثناء العظيم، ثم قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة: ٥] (٢) وجههم إلى هذا ﷾، فيثنوا عليه بما هو أهله من الحمد والاعتراف بأنه رب العالمين، والمحسن إليهم، ومربيهم بالنعم، وأنه الرحمن، وأنه الرحيم، وأنه مالك يوم الدين، وهذا كله حق لربنا ﷿.
ثم قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥] (٣) إياك نعبد وحدك، وإياك نستعين وحدك، لا رب ولا معين سواك، فجميع ما يقع من العباد هو من الله، وهو الذي سخَرهم، وهو الذي هيأهم لذلك، وأعانهم على ذلك، وأعطاهم القوة على ذلك ولهذا يقول جل وعلا: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: ٥٣] (٤) فهو سبحانه المنعم، وهو المستعان والمعبود بالحق جل وعلا.