نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان
نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان
জনগুলি
وإليك هدايا الملك الكريم الجواد تزف في هذه الليلة:
* عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (١) .
قال كعب الأحبار: "نجد هذه الليلة حطوطًا تحط الذنوب" (٢) .
لاستحياء ذكرى نزول القرآن في أرواحنا لتظل موصولة بها أبدًا حث الرسول ﷺ على قيام هذه الليلة.
والإسلام ليس شكليات ظاهرية، ومن ثَمَّ قال رسول الله ﷺ في القيام في هذه الليلة أن يكونا "إيمانًا واحتسابًا".. وذلك ليكون هذا القيام استحياء للمعاني الكبيرة التي اشتملت عليها هذه الليلة "إيمانًا" وليكون تجردًا لله وخلوصًا "واحتسابًا"..
ومن ثَم تنبض في القلب حقيقة معينة بهذا القيام.. ترتبط بهذا المعنى الذي نزل به القرآن.
والمنهج الإسلامي في التربية يربط بين العبادة وحقائق العقيدة في الضمير، ويجعل العبادة وسيلة لاستحياء هذه الحقائق وإيضاحها وتثبيتها في صورة حية تتخلل المشاعر ولا تقف عند حدود التفكير.
وقد ثبت أن هذا المنهج وحده هو أصلح المناهج لإحياء هذه الحقائق ومنحها الحركة في عالم الضمير وعالم السلوك، وأن الإدراك النظري وحده لهذه الحقائق بدون مساندة العبادة، وعن غير طريقها، لا يقر هذه الحقائق، ولا يحركها حركة واقعة في حياة الفرد ولا في حياة الجماعة.
وهذا الربط بين ذكرى ليلة القدر وبين القيام فيها إيمانًا واحتسابًا هو طرف من هذا المنهج الإسلامي الناجح القويم (٣) .
(١) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
(٢) "مختصر قيام الليل" (ص ١٠٩) .
(٣) "الظلال" (٦/٣٩٤٦) .
1 / 300