The Book of Manners
الأدب الصغير ت خلف
প্রকাশক
دار ابن القيم بالإسكندرية
জনগুলি
يَكُونُ عَظِيمًا.
وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَجْبُنَ عَنِ الرَّأْيِ (١) الَّذِي لاَ يَجِدُ عَلَيْهِ مُوَافِقًا وَإِنْ ظَنَّ أَنَّهُ عَلَى الْيَقِينِ.
وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ الرَّأْيَ وَالْهَوَى مُتَعَادِيَانِ، وَأَنَّ مِنْ شَأْنِ النَّاسِ تَسْوِيفَ الرَّأْيِّ وَإِسْعَافَ الْهَوَى. فَيُخَالِف ذَلِكَ وَيَلْتَمِس أَنْ لاَ يَزَالَ هَوَاهُ مُسَوَّفًا وَرَأْيُهُ مُسْعَفًا.
وَعَلَى الْعَاقِلِ إِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ فَلَمْ يَدْرِ فِي أَيِّهِمَا الصَّوَابُ أَنْ يَنْظُرَ أَهْوَاهُمَا عِنْدَهُ؛ فَيَحْذَرَهُ.
وَمَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَامًا فِي الدِّينِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ وَتَقْوِيمِهَا فِي السِّيرَةِ وَالطُِّعْمَةِ (٢) وَالرَّأْيِ وَاللَّفْظِ وَالْأَخْدَانِ (٣)؛ فَيَكُونَ تَعْلِيمُهُ بِسِيرَتِهِ أَبْلَغَ مِنْ تَعْلِيمِهِ بِلِسَانِهِ (٤)؛ فَإِنَّهُ كَمَا أَنَّ كَلاَمَ الْحِكْمَةِ يُونِقُ
_________
(١) في "ك": [أَنْ يَجْبُنَ عَنِ الْمُضِيِّ عَلَى الرَّاْيِ].
(٢) أي: يجب عليه أن يكون طَيِّبَ الْكَسْبِ حلاله، فالطُّعْمَةُ: وَجْهُ الْمَكْسَبِ، يقال: فلان عَفِيفُ الطُّعْمَةِ، وخبيث الطُّعْمَةِ إذا كان رديءَ الكسب. وقال أبو عبيد: فلان حسن الطِّعْمَةِ والشِّرْبَةِ بالكسر. "الصحاح".
(٣) الْأَخْدَان: الأصحاب. انظر الحاشية رَقْم (٥٠).
(٤) فلسان الحال أفصح من لسان المقال. وقال علي بن أبي طالب لابنه محمد ابن الحنفية ﵄: «خير المقال ما صدقته الفعال». أورده العلامةُ ابنُ عبد ربه في "العِقد الفريد" في أثناء كتاب طويل من عليٍّ لابنه، وقد نقلته برُمَّتِهِ في كتابي "المنتخب من وصايا الآباء للأبناء" فانظره إن شئت غير مأمور؛ فإنه نفيس غاية.
1 / 33