ইসলাম বিপ্লব ও নবীদের নায়ক: আবুল কাসেম মুহাম্মদ ইবনে আবদুল্লাহ

মুহাম্মদ লুৎফি জুমা d. 1373 AH
148

ইসলাম বিপ্লব ও নবীদের নায়ক: আবুল কাসেম মুহাম্মদ ইবনে আবদুল্লাহ

ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله

জনগুলি

من ذا يطاول في البلاغة أحمدا

وصحابه وأبا تراب حيدرا

المعربين إذا أرادوا خاطرا

عنه بأعذب ما يكون وأقصرا

والمانعين المسكرات وقولهم

ما خامر الألباب إلا أسكرا

نعم، إن فتوحات الصحابة لم تكن كلها بجوامع الكلم وأوابد الشعر، وكان العامل الأعظم فيها الصارم البتار، وقد يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ولكن كم من كتابة أغنت عن كتيبة، وكم من قول أغنى عن صول، وكم من معركة كادت تدور الدائرة فيها على المسلمين لولا شعراؤهم وخطباؤهم وشواعرهم وأديباتهم وفرسان البيان منهم، وقد طالما لعب الشعر الحماسي أدوارا في هذه الفتوحات التي قلبت وجه العالم، وطالما منع عنهم خوف العار واتقاء الأشعار هزيمة شنعاء وداهية دهياء.

ولم تكن فائدة الشعر ومساجلات الشعراء ومحاضرات القصاصين والأدباء منحصرة في إثارة نخوة المقاتلة وتهوين الموت على الغزاة في سبيل الله، بل كان الأدب متغلغلا في كل ناحية من نواحي الحياة الإسلامية، لا يتحرك فيها متحرك ولا يسكن ساكن إلا وللشعر والخطابة والبيان هناك الأثر البليغ والعمل العميق. وما كانت نهضة العرب العلمية في القرنين الثاني والثالث بعد الهجرة وتطاولهم إلى الفنون والآداب والحكمة التي كانت للأعاجم، إلا من نتائج انتشار الأدب العربي، لا سيما الأدب القرآني الذي فيه قوله العزيز:

ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا (سورة البقرة).

ولم تعول الدولة العباسية على ترجمة فلسفة يونان ونقل حكم فارس والهند والتبحر في العلوم العقلية والعددية والطب، وغير ذلك من الأسباب التي أسست بها هاتيك الحضارة الباهرة التي كانت الأولى من نوعها طوال القرون الوسطى، إلا بعد أن امتلأ حوضها بشعر أبي العتاهية وأبي نواس ومروان بن أبي حفصة وبشار بن برد وأبي تمام والبحتري وابن الرومي، ثم المتنبي والمعري وغيرهم من فحول الشعراء الذين كانوا يقظة في أبصار الدولة ولقاحا لخواطر الأمة وكهرباء في أعصابها، وبعد أن تدفق بحر ابن بحر الجاحظ وبهر سحر بيان ابن المقفع والصابي وابن العميد وأمثالهم من كتاب العهد العباسي.

অজানা পৃষ্ঠা