ونظرت ليلى زيدان إلى سمارة متسائلة: وهل تبقين دائما في كامل وعيك؟ - القهوة والسجائر ولا شيء غيرهما .
فقال مصطفى راشد: أما نحن فقد نسمع مرة عن خطة حاسمة للقضاء على المخدرات، فلا ندري ماذا يمكن أن يبقى لنا. - لهذه الدرجة!
وذكر رجب بأن لديهم ويسكي أيضا، فرحبت بكأس، فقام بنفسه وأعدها لها، ثم تساءلت عن سر تعلقهم بالجوزة، فلم يتطوع أحد بجواب، حتى قال علي السيد: إنها محور جلستنا، ولا سعادة حقيقية لنا إلا في هذه الجلسة.
وافقت بهزة من رأسها على أنها جلسة سعيدة حقا، وإذا بسنية كامل تقول لها: لا تهربي، لديك ما تقولينه مما يدخل في صميم الموضوع. - لا أريد أن أردد الأكليشيهات المحفوظة، ولا أحب أن أسقط كالتمثيليات الهادفة!
فقال أحمد نصر: ولكننا نحب أن نعرف آراءك؟
إني أعلنها تباعا كل أسبوع.
ثم تساءلت بعد رشفة من الويسكي: ولكن ما آراؤكم أنتم؟
فقال مصطفى راشد: نحن نعمل للرزق في نصف اليوم الأول، ثم نجتمع بعد ذلك في زورق ليسبح بنا في الملكوت.
فسألت باهتمام حقيقي: ألا يهمكم حقا شيء مما يدور حولكم؟ - قد ينفعنا أحيانا كمادة لضحكنا.
ابتسمت ابتسامة غير مصدقة، فقال مصطفى راشد: لعلك تقولين لنفسك إنهم مصريون، إنهم عرب، إنهم بشر، ثم إنهم مثقفون، فلا يمكن أن يكون هناك حد لهمومهم. الحق أننا لا مصريون ولا عرب ولا بشر، نحن لا ننتمي لشيء إلا هذه العوامة.
অজানা পৃষ্ঠা