فلما قرأ يوسف الكتاب لم يتمالك، وعيل صبره، وفي هذه الحكاية دلالة على جواز التزكية للنفس لمصلحة جواز الدعاء على الظالم، وأن الذبيح إسحاق كما قال بعض المعتزلة، ورواه في الكشاف عن علي، وعبدالله بن مسعود، والعباس، وعطاء، وعكرمة، وجماعة من التابعين، وروي عن ابن عباس، وابن عمر، ومحمد بن كعب ,وجماعة من التابعين: أنه إسماعيل، وهذا هو الظاهر من أقوال العلماء.
قوله تعالى:
{فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه}
في ذلك دلالة على جواز التبشير لمسار الدنيا واستحبابه، وجواز السرور بحصول النعم الحاصلة في الدنيا.
قيل: إن يهوذا هو الحامل له، قال: أنا أحزنته بحمل القميص ملطوخا بالدم إليه، فأفرحه كما أحزنته.
وقيل: حمله وهو خاف حاسر من مصر إلى كنعان وبينهما مسيرة ثمانين فرسخا، وفي هذا إشارة إلى أن المتعذر والمخطي ينبغي أن يكون عذره بإظهار التذلل، والتوبيخ لنفسه.
قوله تعالى:
{سوف أستغفر لكم ربي}
قيل: أخر الاستغفار إلى ليلة الجمعة.
وقيل: إلى وقت السحر، وقيل: ليعرف حالهم في صدق التوبة، وفي هذا دلالة على أنه ينبغي أن يخص الأوقات الفاضلة بالدعاء.
وقد ذكر العلماء -رضي الله عنهم- تخصيص الدعاء بأحوال كبين الأذان والإقامة، وحالة الفطر، وليلة القدر، وعقيب الصلوات، وفي أماكن الحج، وغير ذلك، وفيه أيضا إشارة إلى أن منع اللبس يخالف الحال التي لا لبس فيها، وقد قال أهل المذهب في الصلاة على الجنازة: إن الميت إذا كان حاله ملتبسا قال: اللهم إن كان محسنا فزده إحسانا، وإن كان مسيئا فأنت أولى بالعفو.
وقيل: أراد الدوام على الاستغفار.
قال في الكشاف: وقد روي أنه كان يستغفر لهم ليلة كل جمعة في نيف وعشرين سنة.
পৃষ্ঠা ৯১