وقوله تعالى: {ولأوضعوا خلالكم} الإيضاع الإسراع، يقال: أوضع البعير وضعا إذا أسرع، والخلال جمع خلل، وهو الفرجة بيين الشيئين، وجمعه خلال، كجمل وجمال، والمعنى لا تسرعوا بينكم بالنمائم وإفساد ذات البين.وقيل: المعنى لا تسرعوا فيما يخل بكم.
وقرأ ابن الزبير: ولأرقصوا من رقصت الناقة رقصا إذا أسرعت -بالقاف- وهي قراءة شاذة، وقرئ في الشاذة أيضا ولأوفضوا.
قوله تعالى:
{ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا}
قيل: نزلت في المنافقين.
وقيل: في الجد بن قيس من المنافقين، قيل: قال للنبي : قد علم قوم أني مغرم بالنساء، وإني أخشى إن رأيت بنات بني الأصفر-يعني بنات الروم- أن لا أصبر فلا تفتني بهن، فأذن لي في القعود، وأنا أعينك بمال فاعرض عنه رسول الله وقال: ((أذنت لك)) وهذا فيه تأكيد أن من طلب القعود لعذر لا يعذر له، فإذن الإمام لا يفيد.
قوله تعالى:
{ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى}.
قال جار الله-رحمه الله-: قرأت في بعض الأخبار أن رسول الله كره للمؤمن أن يقول: كسلت؛كأنه ذهب إلى هذه الآية، فإن الكسل من صفات المنافقين فما ينبغي للمؤمن أن يسنده إلى نفسه.
وقوله تعالى:
{إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا}
قيل: بالسبي والغنيمة، وقيل: بالمصائب.
وقيل: المعنى لا تعجبك في الحياة الدنيا، فإن بالله يريد أن يعذبهم بها في الآخرة، وفي الآية دلالة على أن الكافر مخاطب بالواجبات.
قوله تعالى:
{ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون}.
نزلت في ابن ذي الخويصرة رأس الخوارج، كان رسول الله يقسم غنائم حنين فقال له: اعدل يا رسول، فقال: ((ويلك، إن لم أعدل فمن يعدل)).
পৃষ্ঠা ৮