الأول: قول القاسم, والهادي ,والناصر, وأبي حنيفة في الرواية المشهورة.
قال في التهذيب وهو قول القتيبي , ويونس، وابن زيد، وأبي عبيدة ,وثعلب هؤلاء من أئمة اللغة أنه أضعف حالا من الفقير، وأنشد يونس:
أما الفقير الذي كانت حلوبته
وفق العيال فلم تترك له سبد
أي ذات سبد (1) وهو الشعر، فسماه فقيرا، ومعه حلوبة.
وأما المسكين فهو أضعف حالا لقوله تعالى: {أو مسكينا ذا متربة} أي : قد لصق جسمه بالتراب لشدة الحاجة.
وقال الشافعي: المسكين أحسن حالا، لقوله تعالى: {أما السفينة فكانت لمساكين}.
قلنا: أضافها إليهم وهم أجراء ، أو حصة كل واحد يسيره ,أو ذكر المسكنة على جهة الرحمة ؛ كما جاء في الحديث: ((مساكين أهل النار)) وقال الشاعر:
مساكين أهل الحب ضاعت قلوبهم
فهم عصبة عاشوا بغير قلوب
وقال آخر:
مساكين أهل الحب حتى قبورهم
عليها تراب الذل بين المقابر
وقيل: إنهما بمعنى ولكن جعلا صنفيين تأكيدا.
قال في التهذيب: وإلى هذا ذهب أبو علي وأبو يوسف ، ومحمد، فلو أوصى لزيد وللفقراء والمساكين.
قال أبو حنيفة: لزيد الثلث وهو يأتي لمذهبنا, والشافعي .
وقال أبو يوسف ,ومحمد: له النصف، وثم أقوال لأهل التفسير فعن ابن عباس ,والحسن، وجابر بن زيد، والزهري، ومجاهد, أن الفقير هو المتعفف عن السؤال، والمسكين الذي يسأل ذهابا إلى ذل المسكنة بالسؤال.
ويروى عن علي -عليه السلام-:
لا تخضعن لمخلوق على طمع
فإن ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزائنه
فإن ذلك بين الكاف والنون
وعن قتادة: الفقير الزمن المحتاج، والمسكين الصحيح المحتاج.
وعن الضحاك ,وإبراهيم: الفقراء فقراء المهاجرين، والمساكين المحتاجون ممن لم يهاجر.
পৃষ্ঠা ২১