قال جار الله: وفي تنكير العقدة أنه طلب حل بعضها، وكان في لسان الحسين بن علي رتة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ورثها من عمه موسى)) لأن موسى -عليه السلام- أخ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في النبوة والإيمان، وفي ذلك دلالة على أن النقص في اللسان الذي لا يمنع من البيان والتفهيم لا يبطل الإمامة والقضاء.
وروي أن يده حرقت وأن فرعون اجتهد في علاجها فلم يبرئ فلما دعاه قال: إلى أي رب دعوتني؟
قال: إلى الذي أبرأ يدي وقد عجزت عنها.
وعن بعضهم: إنما لم تبرأ يده لئلا يدخلها مع فرعون في قصعة واحدة، فتنعقد بينهما حرمة المؤاكلة.
والرابع :مما سأل موسى -عليه السلام- الوزير؛ لأنه يستعين به، ومن هذا يؤخذ استحباب ذلك لمن ولي أمرا.
والخامس: أن طلبه لهارون لما اختص به من صفات الإيمان، فيكون من ثمرات ذلك أن يكون الوزير مؤمنا.
قال الحاكم: لأن في صحبة المؤمن لطفا.
قوله تعالى:
{فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}
قيل: القول اللين نحو قوله تعالى: {هل لك إلى أن تزكى، وأهديك إلى ربك فتخشى}.
وقيل: وعداه شبابا لا هرم بعده، وملكا لا ينزع منه إلا بالموت، وأن تبقى له لذة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته.
وروي أنه لما سمع ذلك أراد أن يؤمن فمنعه هامان.
وقيل: كنياه وهو من ذوي الكنى الثلاث، أبو العباس ,وأبو الوليد ,وأبو مرة، وإنما أمر بالقول اللين ليكون أقرب إلى القبول.
وقيل: مجازاة له على تربيته لموسى، ولما ثبت له من مثل حق الأبوة.
الثمرة حكمان:
الأول: أنه يبدأ بالقول اللين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن لا يخشى الآمر الناهي أولا خشية أن يدعوه ذلك إلى الزيادة في المنكر؛ ولأنه إذا أثمر القول اللين فالمجاوزة عليه تعد.
الحكم الثاني: حسن المكافأة بالصنيع، ولو كان المبتدئ به كافرا.
قوله تعالى: {وفيها نعيدكم} أي في الأرض.
পৃষ্ঠা ২০৮