وروي أنه كان إذا أراد الإفطار عرض طعامه على من آمن به، فإن وجد محتاجا آثره به.
وقيل: أراد موسى صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه قد جرى ذكره.
وقيل: محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه افتتح السورة باسمه، والوجه هو الأول.
قوله تعالى:
{ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا}
في معنى هذا وجوه:
الأول: مروي عن ابن عباس ,وقتادة، ومجاهد والأصم، وأبي علي: أن المراد أن الإنسان حاله غضبة يدعو على نفسه ,وولده بالشر، كما يدعو لنفسه وولده بالخير حال سكونه من الغضب، فيقول: اللهم هب لي النعم من الأولاد والأموال، ونحو ذلك، وحال الغضب يلعن ولده ويدعو الله بإصابته، ولو استجاب الله سبحانه لأهلكه، ولكنه تعالى لا يستجيب ذلك.
الثاني: أن المعنى :أن يستعجل النفع القريب فيطلب ما يتعجل الانتفاع به، وإن كان شرا له، ولهذا قال تعالى: {وكان الإنسان عجولا}.
الثالث: أن هذا في استعجال الكفار بالعذاب استعجال جحود نظيره: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}, ومثل قوله تعالى: {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة}: عن أبي مسلم.
قال في الكشاف: وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم دفع إلى سودة بنت زمعة أسيرا فكان يئن بالليل فقالت: مالك تئن؟ فشكى ألم القيد ، فأرخت من كتافة فلما نامت أخرج يده وهرب، فلما أصبح دعا به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعلم بشأنه فقال: ((اللهم اقطع يديها)) فرفعت سودة يديها توقع الإجابة أن يقطع الله يديها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني سألت الله تعالى أن يجعل لعنتي ودعائي على من لا يستحق من أهلي رحمة؛ لأني بشر أغضب كما يغضب البشر)) فلترد سودة يديها.
পৃষ্ঠা ১৪৯