أن الهجرة مشروعة عند خشية الفتنة، ولهذا قال تعالى:{من بعد ما ظلموا}وإنما يعتد بها إذا كانت لوجه الله تعالى، ولهذا قال تعالى: {في الله} أي : لله،
وتدل القصة :على حسن الفداء بالمال لطلب الهجرة كما فعل صهيب، ولم ينكر
قوله تعالى:
{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.
قيل: أراد أهل العلم بأخبار من مضى.
وقيل: أهل الكتاب، وقيل: مؤمني أهل الكتاب.
فإن حمل على أهل الكتاب -كما حكى :عن ابن عباس، ومجاهد، والأصم - : فإنما أمر بسؤالهم لتحصيل العلم بتواتر الأخبار؛ لأنه لا يفترق في ذلك بين أخبار المؤمن والكافر,
وإن حمل على المؤمنين من أهل الكتاب : فلأن العمل بأخبار الثقات واجب، والآية تدل على الأمرين معا.
قوله تعالى:
{وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين}.
ثمرة هذة الآية:
حل اللبن من الأنعام وطهارته، وذلك معلوم من الدين، لكن هذا إذا خرج من الحي الذي لا يحل، فإن كان يحل احتمل أن لا يكره بخلاف لحم الجلالة قبل الحبس (1) ، ولا يكون نجسا بمجاورة الفرث والدم؛ لأنه تعالى جعل هذا من الآثار التي امتن بها علينا.
পৃষ্ঠা ১১৮