============================================================
ثلاث عقاتد أشعرية سنشير، بعد حين، إلى مشاركته في ثلاث عشر فنا، دون أن يكون قصدنا الحصر في هذا العدد.
وقد خصص تلميذه الملالي الباب الرابع من "المواهب القدوسية" لذكر عدد من تواليفه، وما قاله من الشعر، وما حدثه به السنرسي عن بعضها. وقد أوصل عدد مصنفاته إلى أربعين مصنفا، أو يزيد قليلا(1).
بيد أن الإحصاء، الذي سنقوم به في هذا المطلب، سيبين لنا أن مؤلفاته تجاوزت الستين كتابا.
وأهم ما ألف فيه هو "علم الكلام"، وقد سبقت الإشارة إلى تخليته بما يشفع لذلك ويزكيه، كوصفه ب "المتكلم المتفنن"، و"الامام المتكلم"، ولاصاحب العقائد"، إلخ: فلا غرو أن نقرر أن "التاريخ الإسلامي بأكمله، لم يشهد؛ عبر تاريخه الطويل؛ شخصا عرفت مؤلفاته العقدية، هذا الكم الهائل من الاهتمام، مثلما عرفته مؤلفات السنوسي"(2)، الذي لم يأل جهدا في الكشف عن التوحيد، وتهذيب مصنفاته، وتقريب مباحثه. وذلك، من منطلق اعتقاده أن "علم التوحيد"، لهو أفضل العلوم، وأوجبها، وأولى ما يشتغل به كل موفق"(3)، فيتحتم جعله في مقام الأولوية على سائر العلوم، والمبالغة في الاعتناء به. وقد نقل عنه محمد بن عمر بن عيد العزيز بن عبد الملك، أنه قال: "التوحيد أشرف من الفقه، والتصوف، وجميع العلوم، لأنه لا يصح علم، ولا عمل، بدونه"(9).
(1) المواهب القدوسية، الورقات 266 ب - 271، الباب الرابع (2) تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي، ص. 241 .
(3) شرح العقيدة الوسطى لمحمد بن يوسف الستوسي، ص. 65.
(4) رسالة في العقائد لمحمد بن عمر بن عيد العزيز بن عبد الملك مخطوط محفوظ في الخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم "12369"، الورقة 29 أ. وانظر أيضا المرجع نفسه، الورقة 28 أ.
পৃষ্ঠা ১৯