قال [ الحافظ ] (3) أبو الفضل العراقي : ولا ينبغي التمثيل بزكرياء فإنه أحد الكذابين الوضاعين, ولا يعرف سماعه من مالك وإن حدث عنه, فقد زاد فادعى انه سمع من حميد الطويل, وروى عنه نسخة موضوعة,فالصواب أن آخر أصحاب مالك إسماعيل السهمي ومات سنة تسع وخمسين ومائتين, فبينه وبين الزهري مائة وخمس وثلاثون سنة والذي دلت عليه الأخبار السابقة والآتية أن مالكا صنف كتبا متعددة غير((الموطأ)) وقد تقدم عن أبي جعفر الأزهري من جلساء مالك أن أكبر كتبه كتاب ((المناسك)) إلا أنه لم يشتهر له شيء غير ((الموطأ))
وقد رأيت له (( تفسيرا)) لطيفا مسندا , فيحتمل أن يكون من تأليفه, وأن يكون علق منه
ورأيت لابن وهب كتاب ((المجالسات عن مالك)) فيه ما سمع من مالك في مجالسه, وهو مجلد مشتمل على فوائد جمة من أحاديث وآثار وآداب ونحو ذلك
ثم رأيت القاضي عياضا قال في (( المدارك)) (1) : اعلموا وفقكم الله تعالى أن لمالك رحمه الله تعالى ] أوضاعا [ شريفة ] مروية عنه، أكثرها بأسانيد صحيحة في غير فن من العلم، لكنه لم يشتهر عنه [ منها ولا واظب على إسماعه وروايته ] غير (( الموطأ )), [ حذفه منه وتلخيصه له شيئا بعد شيء ] وسائر تأليفه، إنما رواها عنه من كتب بها إليه , أو [ سأله ] إياها [ أحد ] من أصحابه, ولم تروها الكافة
فمن أشهرها (( رسالته )) إلى ابن وهب في القدر, والرد على القدرية, وهو من خيار الكتب في هذا الباب
[ الدالة ] على سعة علمه بهذا الشأن,روينا [ ه ] من طريق ابن وهب عنه بإسنادين صحيحين
ومنها (( كتاب )) في النجوم, وحساب [ مدار ] الزمان. ومنازل القمر، وهو كتاب جيد, مفيد جدا, قد اعتمد لناس عليه في هذا الباب, وجعلوه أصلا, قال سحنون:
وهو مما انفرد بروايته عن مالك عبد الله ابن نافع [ الصائغ ], وهو مما سمعته من ابن نافع
পৃষ্ঠা ৬৩