তায়্যিনুল আসওয়াক ফি আখবারিল আশিক
تزيين الأسواق في أخبار العشاق
فظننت أني في صباح مسفر ... بضياء وجهك أو مساء مقمر
وتعطرت أرض الكفاح كأنما ... فتقت لنا أرض الجلاد بعنبر
وقلت:
لقد رد روحي عندا رام نزعها ... ملائكة ذكراك حين تلوته
فلو لم يكن موت البرية لازمًا ... إذا فرغت آجالهم ما نسيته
تتمة
تشتمل على ذكر مقاطيع فائقة وأبيات رائقة يشير مجموعها إلى جميع الأصول السابقة وتترجم عندهم بالغزل والنسيب لإعراب مضمونها عن نحو محاسن الحبيب وتهييجها الأشواق المستقرة حيث يذكر الشعر والطرة وتفصيلها لتلك الجملة من حيث وصف الحاجب والمقلة وإثارة ما قر من البلبال عند ذكر الوجنة والخال واستمالتها نفوس الأحباب عند ذكر الثغر والرضاب وإتيانها بأعذب الموارد بعد ما حال الصدر إذ اذكر النهد والصدر ونشر مطاوي الأشواق إذا سمع مدح الخلخال والساق إلى غير ذلك مما اقترحته أفكارهم الدقيقة اللطيفة وتخيرته في هذا الباب أذهانهم الشريفة وبها نختم هذا المورد اللطيف وما يتعلق بالعشق من هذا التأليف ذكروا أن أعزل بيت للمتأخرين قول بشار:
أنا والله أشتهي سحر عينيك ... وأخشى مصارع العشاق
شمس الدين بن العفيف:
يحكي الغزال مقلة ولفتة ... من ذا رآه مقبلًا ولا افتتن
أحسن خلق الله وجهًا وفما ... إن لم يكن أحق بالحسن فمن
في ثغره وشكله وخده ... الماء والخصرة والوجه الحسن
ولما وصلت هذه الأبيات إلى القاهرة والشاعر المشهور يومئذ بها الحلي اقترح عليه بعض أعيان الدولة محاكاتها فقال:
كم قد سفكنا من دموع ودمًا ... على ربوع للديار ودمن
وكم قضينا للبكاء منسكًا ... لما تذكرنا بهن من سكن
وكم أقمنا بالبكاء مأتمًا ... إذ بعتهم روحي بغير ما ثمن
فاستحسن الجل أبيات الحلى ودامت الناس مدة طويلة مفترقين في ذلك والغزل كما سمعت كثير الفنون والشعب وقد توسعت فيه أهل الأدب فمن الأول قول ابن نباتة.
أيها العاذل الغبي تأمل ... من غدا في صفاته القلب ذائب
وتعجب لطرة وجبين ... إن في الليل والنهار عجائب
وله أيضًا
قلت وقد أبدي جبينًا واضحًا ... وفوقه ليل دلال قد سجا
أفدي الذي جبينه وشعره ... طرة صبح تحت أذيال الدجى
ابن مطران
ظباء أعارتها المها حسن مشيها ... كما قد أعارتها العيون الجآذر
فمن حسن ذاك الشيء جاءت وقبلت ... مواطىء من أقدامهن الغدائر
اسمعيل السكندري
لم أر قبل شعره وجهه ... ليلًا على صبح نهار عسعسا
والسكر في وجنته وطرفه ... يفتح وردًا ويغض نرجسًا
حسام الدين الجابري
ومهفهف من شعره وجبينه ... تغدوا الورى في ظلمة وضياء
لا تنكروا الخال الذي في خده ... كل الشقيق بنقطه سوداء
ابن الصائغ
مشى غصنًا ومد عليه فرعًا ... كحظي حين أطلب منه وصلا
وبلبله على الأرداف منه ... فلم أر مثل ذاك الفرع أصلا
السراج الوراق
ذو طرة يعيذ هارب الدجى ... وطلعة يعيذ هارب القلق
الماء والنار معًا في خده ... أما ترى الماء طغى ثم احترق
شمس الدين بن العفيف
بدا وجهه من فوق أسمر قده ... وقد لاح من سود الذوائت في جنح
فقلت عجيبًا كيف لم يظهر الدجى ... وقد طلعت شمس النهار على رمح
المتنبي
كشفت ثلاث ذوائب من شعرها ... في ليلة فأرت ليالي أربعًا
وأستقبلت قمر السماء بوجهها ... فأرتني القمرين في وقت معًا
آخر
برزت فقابل ناظري من وجهها ... مرآة حسن بالجمال صقيل
ابن المعتز
سقتني في ليل شبيه بشعرها ... شبيهة خديها بغير رقيب
فأمسيت في ليلين للشعر والدجى ... وشمسين من خمر وخد حبيت
البجلي
رقت محاسنها ورق أديمها ... فتكاد تبصر باطنًا من ظاهر
1 / 175