92

تيسير أصول الفقه للمبتدئين

تيسير أصول الفقه للمبتدئين

জনগুলি

السنن القولية أما السنن القولية: فقول النبي ﷺ: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي). وقول النبي ﷺ: (إن أحبكم إلي وأقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني منزلة يوم القيامة مساوئكم أخلاقًا) فهذه سنة قولية، وهي أقوى حجة من التي تليها، فالسنة القولية أقوى في الدلالة من الفعلية والتقريرية، ومعرفة الأقوى يفيدنا علميًا إذا تعارض القول والفعل، فإن القول يكون أقوى من الفعل، فنقدم القول على الفعل، وهذا بشرط: عدم إمكانية الجمع، وذلك كما بينا بقول النبي ﷺ: (تريد أن يشرب معك الهر) وقوله: (يشرب معك من هو شر منه الشيطان) وأمر أحدهم عندما شرب قائمًا أن يجلس، ومع ذلك شرب قائمًا، فتعارض القول والفعل، فأمكن الجمع بينهما فنقول: إن فعل النبي ﷺ صارف للتحريم إلى الكراهة، فأمكن الجمع هنا: فيكره الشرب قائمًا ولا يحرم، لكن إذا لم نستطع أن نجمع نقدم القول على الفعل. لكن الشوكاني -هو من المتأخرين- يقعد قاعدة غريبة وهي: أنه إذا عارض قول النبي ﷺ فعله فيقول: فعل النبي خاص به، ونقدم دائمًا القول. والمقصود أن السنة القولية أشد حجة وأقوى في الدلالة من الفعلية والتقريرية.

8 / 11