401

তাইসির তাফসির

تيسير التفسير

জনগুলি

أم حسبتم أن تدخلوا الجنة

[البقرة: 214] إلخ، وروى أنه أتى بعض رؤساء قريش فى نفر منهم، ويقال الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، فقالوا: يا محمد إيتنا بآية من عند الله كما تفعل الأنبياء، فإنا نصدقك فأبى الله أن يأتيهم بها فأعرضوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشق ذلك عليه صلى الله عليه وسلم، فنزل قوله تعالى،

{ وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية } يطلبونها تضطرهم إلى الإيمان فافعل ما استطعت من ذلك، وهذا أمر تعجيز، وفى الآية تضمن لمدح النبى صلى الله عليه وسلم بمبالغته فى حب الخير لهم، والحرص على إسلامهم مع أنهم جفوه وآذوه،

لعلك باخع نفسك

[الشعراء: 3]، إلخ. وبأنه يغضب إذا غضب لله عز وجل لا لنفسه، وكبر شق وإنما كان بإن الموضوعة لغير المتحقق مع أن شق ذلك عليه متحقق نظرا إلى إخفائه فى قلبه، أو إلى ما يستقبل من الشق عليه المحتمل بحسب الظاهر، ولو تحقق عند الله الأمر، وقيل إن نفس الصعود والدخول فى النفق هو الآية، ويرده أن قولهم فتأتيهم بآية ينافيه، وأن الآية غيرهما، ولا يصح ذلك إلا على معنى فتكون قد أتيتهم بآية وهو تأويل يحتاج لدليل، واسم كان ضمير الشأن، أو تنازع هو وكبر فى إعراض، والمراد إعراضهم عن الإيمان بك، وبما جئت به، وجملة إن شرطها وجوابها المقدر جواب إن الأولى، وتبتغى طلب، والنفق منفذ فيه إلى جوف الأرض، وعن ابن عباس يهرب به، وأصله نافقاء اليربوع، إذ يحفر إلى أسفل ثم يصعد من جانب إلى الأعلى ليتخلص منه إذ طلب، والسلم المصعد، وفى الأرض نعت نفقا، سمى للسلامه به إلى ما يصعد إليه، وفى السماء نعت لسلما، أو يتعلقان بنفقا وسلما لتضمنهما معنى الحدث لأن المراد إن تنفذ إلى جوف الأرض فتأتيهم من جوفها بآية، وتصعد إلى السماء فتدخلها فتأتيهم منها بآية. أو يتعلقان بتبتغى، ويضعف جعلهما حالا من ضمير تبتغى. والشرط الثانى وجوابه جواب الأول، ويضعف ما قيل إن ذلك قطع لطمعه عن إيمانهم، وأن لا يتأذى بكفرهم، ولو ناسبه قوله تعالى { ولو شاء الله } جمعهم على الهدى، ولو شاء الله هدايتهم لأنها حاصل معنى جواب لو { لجمعهم على الهدى } بالتوفيق لكن لم يشأ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فإنه لا يحدث شئ إلا بإرادة الله عز وجل ومشيئته، فهو سبحانه مريد لكفرهم خالق له ولداعيته، وقدرة العبد صالحة للضدين غير كافية فى تعيين أحداهما، ولو قدر على التعيين لتسلسل وبطل قول المعتزلة أن الله عز وجل لا يريد من العبد إلا الإيمان والطاعة والمباح، فزعموا أن معنى الآية لو شاء الله أن يلجئهم إلى الإيمان لجمعهم عليه بأن يعلمهم أنه قد قضى أنهم لو حاولوا أن لا يؤمنوا لمنعهم من أن لا يؤمنوا فيؤمنوا فيكون إيمان اضطرار وهو مناف للتكليف بالإيمان اختيارا الذى يترتب عليه الجزاء، إذ لا جزاء في الإجبار، فلزم المعتزلة أن يكون الله مقهورا إذ وقع فى ملكه ما لم يرده حاشاه، وزعموا أنه يجب على الله اللطف، وهو عبارة عما يبعد عن المعصية، وأخطأوا وقيل يجمعهم على التقى معكم، { فلا تكونن من الجاهلين } بالحرص على ما لا يكون بعد علمك أن الله قضى فى قوم مخصوصين أن لا يؤمنوا، وذلك أن حرصه قبل ذلك ليس جهالة وهو بعد العلم غير حارص، فالمعنى دم على أن لا تكون من الجاهلين بالحرص على إيمانهم.

والجهالة الذنب ولو علم صاحبه أنه ذنب لجريانه على غير مقتضى العلم فكأنه لم يعلم، وقيل المراد بالجاهلين المقترحون الآية. بمعنى لا تساعدهم على اقتراحهم، وقيل: المعنى لا تجزع فى موطن الصبر فيقارب حالك حال الجاهلين، وزاد تأكيدا لنفى إيمانهم بقوله.

[6.36]

{ إنما يستجيب الذين يسمعون } سمع تأمل فينفعهم، وغير ذلك من السمع كالصم، والمعنى يجيبونك وهذا مما اتفق فيه استفعل وأفعل، ولا يطرد ما قيل أن استجاب للقبول وأجاب للعموم، ومن ذلك أوقد واستوقد بمعنى واحد، وقال:

وداع دعا: يا من يجيب إلى الندا

فلم يستجبه عند ذاك مجيب

অজানা পৃষ্ঠা