[التحريم: 4]، ويقال هم صديق وهو صديق وهى صديق أعنى أنه وقع ذلك في كلام العرب، والذين بدل من الذين أو نعته لجواز نعت ما هو وصف أو كالوصف إذ أنزل منزلة الذات كما تقول القائم الأبيض جاء تميل إلى معنى قولك الإنسان القائم والمراد بالركوع ركوع الصلاة تلويحا باليهود إذ كانوا لا يركعون، والآن نجد بعضا يركع أو مطلق الخضوع لدين الله لا خصوص ركوع الصلاة، والولى المحب وزعمت بعض الشيعة أنه هنا المتولى على الناس وأن عليا هو الإمام بهذه الآية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا رسول الله، وأن عليا هو الرسول وأنه هو المراد بلفظ الرسول في الآية، وأن المعنى إنما وليكم الله ومن اتصف بالرسالة والإيمان وإقامة الصلاة إلخ، وبعض الشيعة أنه الإمام بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أبو بكر ولا غيره وأنه المراد بقوله: الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، وأنه كان يصلى فسأله سائل في ركوعه فأعطاه خاتمه حال ركوعه، ويرد كلامهم عطف المؤمنين بلا حرف ترتيب فإن المتبادر تغاير المعطوف ولا يصار إلى تنزيل مغايرة الصفات منزلة مغايرة الذات إلا بدليل ويرده أيضا صيغة الجمع ولا يصار إلى دعوى تنزيل المفرد منزلة الجماعة تعظيما وترغيبا فى فعله إلا بدليل، ويرده أيضا أن إطلاق الزكاة على صدقة التطوع لا يصح إلا بدليل وإن صح أن عليا أعطى فى الصلاة لدل أن الفعل الخفيف الواحد فى الصلاة عمدا لا يبطلها والعمدة إبطالها إلا العذر فقد يكون على يخاف على ذلك السائل، والخفيف القليل مالا يظن به الرائى أنه ليس فى الصلاة أو مالا يستكثره المصلى والكثير ما يستكثره وقيل ما يحتاج إلى اليدين كثير ومالا فقليل.
[5.56-57]
{ ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } أى فإنهم هم الغالبون فوضع حزب الله موضع الضمير يكون قد ذكرهم بما يوجب الغلبة وهو الحزبية لله تعظيما لهم، أو المعنى ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإنهم غالبون لأن حزب الله هم الغالبون وأما قول بعض المحققين فإنهم حزب الله وحزب الله هم الغالبون. فلا يصح لأن فيه حذف الجواب وإبقاء فائه داخلة على معطوف بواو عاطفة محذوفة، وفي ذلك تعريض بأنه من تولى غيرهم فإنهم حزب الشيطان مغلوبون، وأصل الحزب القوم يجتمعون لأمر حزبهم أى نزل عليهم واشتد وأهمهم وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وأظهر رفاعة بن زيد وسويد بن الحارث الإسلام ونافقا واتخذا دين الله هزءا ولعبا، وكان رجال من المسلمين يوادونهم فنزل قوله تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا } مهزوءا به أو ذا هزء أو مبالغة أو مثل هزء به مفعول ثان لقوله اتخذوا، وأما المفعول الثاني لقوله لا تتخذوا فهو قوله عز وجل أولياء { ولعبا } ملعوبا به أو مثل لعب أو ذا لعب أو مبالغة والهزء السخر واللعب ضد الجد، والأخذ على غير طريق الجد كلعاب الصبى يخرج على غير جهته، لعب الصبى خرج لعابه كذلك { من الذين } للبيان كأنه قيل وهم الذين { أوتوا الكتاب } التوراة والإنجيل وغيرهما { من قبلكم } متعلق بأوتوا لأن تلك الكتب أنزلت قبل القرآن كما قال صلى الله عليه وسلم؛
" إنا أهل كتاب بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا "
، وهم اليهود والنصارى وهم كفار مشركون { والكفار } معطوف على الذين الأول والكفار هم مشركو العرب مثلا فإنهم اتخذوا دين الله هزؤا ولعبا كاليهود والنصارى، وقد سماهم الله كفارا في قوله عز وجل:
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب
[البينة: 1]، إلا أنه لما كان شرك من عبد الأوثان أو من ينكر الله أعظم خصوا باسم الكفار دون أهل الكتاب هنا، وباسم المشركين في قوله والمشركين منفكين، مع أن أهل الكتاب الذين أنكروه صلى الله عليه وسلم مشركون أيضا، وقد سمى الله أهل الكتاب مشركين في قوله سبحانه عما يشركون { أولياء } بل أولياؤكم من أخذ بدينكم وعظمه { واتقوا الله } اتقوا عقابه بترك مولاتهم أو بترك المناهى فتدخل موالاتهم أولا { إن كنتم مؤمنين } بوعده ووعيده، أو اتقوا الله بترك اتخاذ المستهزئين اللاعبين بدينكم أولياء، إن تحقق إيمانكم، واتخاذهم أولياء دليل عدم تحققه فاتركوه، ويجوز في مثله أن يجعل الإنشاء بمعنى الإخبار أى تتقون الله إن كنتم مؤمنين إلا أنه خلاف الأصل.
[5.58-59]
{ وإذا ناديتم } أهل الصلاة بكلمات الأذان وسمى الأذان نداء لقول المؤذن حى على الصلاة حى على الفلاح { إلى الصلاة اتخذوها } بنفسها وبالنداء إليها، ويضعف رد الضمير إلى المناداة المعلومة من ناديتم لعدم الحاجة إلى ذلك والآية تقرير لما ثبت بالسنة من الأذان وبحديث عبد الله بن زيد الأنصارى في رؤيا الأذان، وكذا قوله:
অজানা পৃষ্ঠা