أوصيكم عباد الله بتقوى الله والاعتصام بوثائق عراها، والمواظبة على رعايتها فإنها جنة حصينة وعقدة متينة وغنيمة مغتنمة، قبل أن يحال بينكم وبينها بانقطاع من الآجال، وحدوث من الزوال ودنو من الانتقال، فاذكروا من فارق الدنيا ولم يأخذ منها فكاك رهنه، ولا براءة أمنه، فخرج منها سليبا محسورا قد أتعب الملائكة نفسه التي هي مطلعة عليها، وهو مسود وجهه، مزرقة عيناه، بادية عورته، يدعو بالويل والثبور، لا يرحم دعاؤه ولا يفتر عنه من عذابها كذلك نجزي كل كفور، واذكروا من فارق الدنيا وقد أخذ منها فكاك رهنه وبراءة أمنه فخرج منها آمنا مرحوما موفقا معصوما، قد ظفر بالسعادة وفاز بالخلود، وأقام بدار الحيوان وعيشة الرضوان، حيث لا تنوب الفجائع ولا تحل القوارع، ولا تموت النفوس، عطاؤهم غير مجذوذ.
ثم أخذ في الدعاء للمؤمنين والمؤمنات ودعا على أهل الشرك، ثم قرأ:{إن الله يأمر بالعدل والإحسان}[النحل:90] إلى آخر الآية.
* وبه قال: حكى القاضي أبو عبد الله الوليدي في كتاب الألفاظ، قال: سمعت الناصر للحق الحسن بن علي يقول في بعض ما كان يخاطب فيه أهل مجلسه ويعظهم به:
পৃষ্ঠা ৩৫০