তাওয়িলাত
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
জনগুলি
وجهت وجهي للذي فطر السموت والأرض حنيفا ومآ أنا من المشركين
[الأنعام: 79]، فإن كان في قلبك توجه إلى شيء من الدنيا والآخرة ولك مطلوب غير الله فأنت كاذب في ذلك، فقس الباقي على هذا، فإن جميع حركاتك في أثناء الصلاة وكلماتك تشير إلى سر من أسرار الرجوع والعروج من مقام البشرية إلى حضرة الربوبية، فإن كنت غافلا عن هذه الأسرار والإشارات فتكون كالسكران لا تجد القربة من صلاتك؛ لأن القربة مشروطة بشرط السجود كما خوطبت:
واسجد
[العلق: 19]؛ أي: تنزل مركب أوصاف وجودك لتحمل على رفرف وجوده إلى قاب قوسين أوصاف وجوده لشهود جماله وجلاله، وهذا هو ستر التشهد بعد السجود.
ثم قال تعالى: { ولا جنبا إلا عابري سبيل } [النساء: 43]؛ يعني: كما أنكم لا تجدون القربة وأنتم سكارى من الغفلات، أيضا لا تجدونها مع جناية استحقاق العبد؛ وهي ملامسة الدنيا الدنية، إلا على طريق العبور بقدم ظاهر الشرع سبيل الأوامر والنواهي، { حتى تغتسلوا } [النساء: 43]، بماء التوبة والإنابة، وصدق الطلب وحسن الإرادة، وخلوص النية جناية ملامسته الدنيا وشهواتها، { وإن كنتم مرضى } [النساء: 43]، بانحراف مزاج القلب في طلب الحق، { أو على سفر } [النساء: 43]، كتردد بين طلب الدنيا وطلب العقبى والمولى، { أو جآء أحد منكم من الغآئط } [النساء: 43]، من غائط تتبع الهوى، { أو لمستم النسآء } [النساء: 43]؛ أي: لامستم الأشغال الدنيوية، فأجبتم وتباعدتم عن الله تعالى بعد ما كنتم مجاوري حظائر القدس، وزلفتم في رياض الأنس { فلم تجدوا مآء } [النساء: 43]، صدق الإنابة والرجوع إلى الحق بالإعراض والانقطاع عن الخلق، { فتيمموا } [النساء: 43]؛ أي: فاقصدوا، { صعيدا طيبا } [النساء: 43]، وهو شراب أقدام الرجال الطيبين من سوء الأخلاق والأعمال، { فامسحوا بوجوهكم } [النساء: 43] تراب أقدامهم { وأيديكم } [النساء: 43]، وتمسحوا بأيديكم أذيال كرامهم مستسلمين بصدق الإرادة لأحكامهم، { إن الله كان عفوا } [النساء: 43] عنكم التقصير والانقطاع إليه بالكلية، ولعل يعفو عنكم التلون بالدنيا الدنية بهذه الخصلة المرضية، { غفورا } [النساء: 43] لكم آثار الشقوة من غبار الشهود، فإنه يسعد بهم أنيسهم؛ لأنهم قوم لا يشقى بهم جليسهم.
[4.44-46]
ثم أخبر عن جهالة أهل الضلالة بقوله تعالى: { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا } [النساء: 44]، إشارة في الآيتين: إن { الذين أوتوا نصيبا من الكتب } [النساء: 44]، يشير إلى: إن من رزق شيئا من علم الكتاب ظاهرا، ولم يرزق أسراره وحقائقه وهم علماء السوء المداهنون في دين الله حرصا على الدنيا، وطمعا في المال والجاه، وحبا للرياسة والقبول، { يشترون الضللة } [النساء: 44]، وهي المداهنة وإتباع الهوى، فيبيعون الدين بالدنيا { ويريدون أن تضلوا } [النساء: 44]، يا معشر العلماء الأتقياء ورثة أنبيائه وطلاب الحق من بين الخلق عن { السبيل } [النساء: 44]، الحق بما يجدونكم وينكرون عليكم، ويكرمونكم ويودونكم بطريق النصح وإظهار المحبة { والله أعلم بأعدائكم } [النساء: 45]؛ أي: بعدوانهم إياكم هو أعلم منكم ومنهم بحالكم وحالهم، فلا تقبلون نصيحتهم فيما يقطعون عليكم طريق الحق ويردونكم عنه، ويصدونكم عن الحق بالتحريض على طلب غير الله ورعاية حق غير الله، وأطيعوا أمر الله تعالى فيما أمركم به قوله:
قل الله ثم ذرهم
[الأنعام: 91].
{ وكفى بالله وليا } [النساء: 45]، فلا يضركم إن لم يكن غيره وليا لكم، { وكفى بالله نصيرا } [النساء: 45]، يعني: حسبكم الله بالنصرة والولاية،
অজানা পৃষ্ঠা