249

তাওয়িলাত

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

জনগুলি

وأما خاص الخواص: فهم الرجال البالغون الواصلون إلى عالم الحقيقة المتصرفون في ما سوى الله تعالى بخلافة الحق فهم رجال الله، وما دون الله نساؤهم فقيل لهم { نسآؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } [البقرة: 223]، فهم الأنبياء وخواص الأولياء القائمون بالله الداعون إلى الله بإذن الله، وكما أن الدنيا مزرعة الآخرة لقوم فإن الدنيا والآخرة مزرعتهم ومحرثهم يحرثون فيها أنى شاءوا وكيف شاءوا وما يشاءون إلا إن شاء الله فقد فنيت مشيئتهم في مشيئته فبقيت قدرة تصرفهم بتقويته { وقدموا لأنفسكم } [البقرة: 223]، فيقدمون لأنفسهم لا بأنفسهم بل هو المقدم لما يتقدمون وهو المؤخر لما يؤخرون ثم قال تعالى: { واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه } [البقرة: 223]؛ يعني: خواص الأولياء المتصرفون في حرث الدنيا والآخرة واتقوا الله بالله، وأنكم بلا قوة ولا يحجبكم عنه شيء { وبشر المؤمنين } [البقرة: 223]، بأنهم ملاقوا الله أيضا أن اتقوا الله بالله يعني: مرتبة خواص الأولياء مبشرة للمؤمنين أو تسعوا في طلبها حق سعيها.

ثم أخبر عن إيمان الأيمان بقوله تعالى : { ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم } [البقرة: 224]، والإشارة فيها أن عظموا الله ونزهوه أن تجعلوه في معرض لك غرض خسيس وحفظ دنيء، وأن تجعلوا ذكره وسيلة لرفع الخيرات وذريعة لجلب المضرات { والله سميع عليم } [البقرة: 224]، يسمع بسمع القبول إذا ذكر بالتعظيم يعلم عظم ذكره في القلوب فيجازيهم على قدر تعظيمهم إياه.

ثم أخبر عن عفوه اللغو وبتجاوزه السهو بقوله تعالى: { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } [البقرة: 225]، والإشارة فيها أن يجري على الظواهر من غير قصد ونية في البواطن ليس له كثير خطر في الخير والشر ولا زيادة أثر، ولو كان له أثر في الخير لما غاب على قوم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، وكذلك ما يجري على اللسان بنية القلب بلا فعل الجوارح، ولو كان مؤثرا في القبول لما عاب قوما بقوله تعالى:

كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون

[الصف: 3]، ولو كان له أثر في الرد لما وسع على قوله بقوله: { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم } [البقرة: 225]، وما عفا عن قوم بقوله تعالى:

إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان

[النحل: 106]، وذلك لأن القلب كالأرض للزراعة والجوارح إلا من كره، وقلبه مطمئن بالإيمان، وذلك لأن القلب كالأرض للزراعة، والجوارح كآلات الحرث، والأعمال والأقوال كالبذر، فالبذر ما لم يقع في الأرض المربية للزراعة لا ينبت، وإن كان في آلة من آلات الحراثة، فافهم جدا.

وأما إن كان لما يجري على الظواهر من الخير، وفيه أثر في القلب، ولو كان مثقال ذرة، فإن الله تعالى من كمال فضله وكرمه لا يضيعه، كما قال الله تعالى:

فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره

[الزلزلة: 7]؛ بل يضاعفه أضعافا مضاعفة حتى يكون القليل كثيرا والصغير عظيما، كقوله تعالى:

অজানা পৃষ্ঠা