220

তাওয়িল জাহিরিয়াত

تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين

জনগুলি

10

لما صعب تمييز بنية الوعي الأوروبي عن تطوره، لأن البنية بنت التطور ومن صنعه، فإنه يمكن عرض البنية من داخل التطور، واعتبار المصادر على أنها البنية في مرحلتها الأولى اليونانية المسيحية أو القديمة والوسطى قبل تكشفها من جديد في العصور الحديثة؛ ومن ثم تكون البنية المصدر أو المصدر البنية، ونظرا لتراكم المعارف الحديثة، وبلوغ الوعي الأوروبي مركز الصدارة في العصور الحديثة، وهو ما عرف فيما بعد باسم «المركزية الأوروبية»، فقد تضخم التطور على حساب البنية-المصدر، وأصبح للخمسة قرون الأخيرة في الوعي الأوروبي الأولوية على الخمسة عشر قرنا الأولى.

11

وتتعادل المرحلة الثالثة مع الحديثة، المرحلتان الأولى والثانية، القديمة والوسطى، ويتشعب المصدر إلى ثلاثة: المصدر اليوناني الروماني، والمصدر اليهودي المسيحي، والبيئة الأوروبية نفسها. أما التطور، وهو أيضا البنية-التطور، فقد امتد من نقطة البداية إلى نقطة النهاية، من ديكارت إلى هوسرل، من الكوجيتو إلى «الكوجيتاتوم»، من «الأنا أفكر» إلى «الأنا موجود»، وما بينهما انبعاج في مسار الحضارة الأوروبية بين الأعلى والأدنى، بين الصورية والمادية، انفراج من «الأنا أفكر» وضم في «الأنا موجود».

12

ولا تعتبر مصادر الوعي الأوروبي حضارة مستقلة بل مرحلة فيه، ممثلة للإنسانية جمعاء؛ فكل حضارة تعتبر نفسها حضارة مركزية لها قوة جذب كنموذج لغيرها في الشرق والغرب على السواء،

13

فكانت حضارة الصين، والهند، وفارس، وما بين النهرين، ومصر القديمة، وكنعان، وأخيرا اليونان حضارات جذب للحضارتين الآسيوية والأوروبية ثم الحضارة العربية الإسلامية، قبل أن ينتقل المسار إلى الحضارة الأوروبية الحديثة.

والإحالة في الظاهريات إلى مصادر الوعي الأوروبي قليلة إلى حد ما، وكان ذلك طبيعيا لأن الظاهريات تتحدد بالنسبة إلى عصر النهضة وليس بالنسبة إلى العصر المدرسي، ويحلل المصدر اليوناني الروماني نسبيا، في حين أن المصدر اليهودي المسيحي غائب تماما على الأقل في الإحالات المباشرة، وإن ذكر فإنه يكون منقطعا عن المصادر البيئية الأولى للوحي، والبيئة الأوروبية نفسها وظروفها التاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية لا وجود لها، وكان الوعي الأوروبي وعيا مثاليا بلا تاريخ، ومع ذلك تكفي الإحالات القليلة للمصادر لتبين إلى أي حد يعتبر الوعي الأوروبي نموذجا مثاليا كاملا، وإلى أي حد يكشف عن مصادره الأوروبية أو غير الأوروبية (الأفريقية الآسيوية) ضد مؤامرة الصمت عليها حتى يبدو وكأنه خلق عبقري على غير منوال. (أ) المصدر

ويشمل ثلاثة مصادر: المصدر اليوناني الروماني، والمصدر اليهودي المسيحي، والبيئة الأوروبية نفسها. (أ-أ) المصدر اليوناني الروماني

অজানা পৃষ্ঠা