তাওয়িল জাহিরিয়াত

হাসান হানাফি d. 1443 AH
155

তাওয়িল জাহিরিয়াত

تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين

জনগুলি

2

وهي مسئولة عن كل التعقيدات في فهم الظاهريات وتركها على المستوى النظري، ومن الواضح أنها تمنع كل اتصال مباشر بين الباحث ومؤلفات مؤسس الظاهريات، وتتوسط بينهما كستار كثيف بين الباحث ومصادره الأولى. وتذهب من هذه الصادر طابعها «الطازج» وحيوتها، وقد يستطيع باحث بعلاقته المباشرة مع العمل الرئيسي إدراك ماهية أكثر من باحث مستعد لإدراك ماهية العمل عن طريق توسط باحث آخر، تنتمي الدراسات الثانوية إلى الباحث، مزاجه واحتياجاته وثقافته بالإضافة إلى عمل المؤلف، وهذا ما ينطبق إلى حد كبير على كل الدراسات الثانوية، ويطلق اسم الدراسات الثانوية على كل البحوث التي أجريت حول الظاهريات من أجل التعريف بها للجمهور، كما تطلق على كل بحث فلسفي بعد ظهور أعماله الرئيسية التكوينية، أما الأعمال التي يقوم بها الفلاسفة على غيرهم فإنها تستبعد من الدراسات الثانوية؛ فهي تعطي تأويلا عن طريق قراءة الحاضر في الماضي، وقراءة الماضي في الحاضر للمذاهب الفلسفية.

3

وكل دراسة ثانوية تعتمد على غيرها إلى ما لا نهاية، والاعتماد على الدراسة السابقة لا يخلو من خطأ مهما كانت سلطتها وتخصص صاحبها، والخطأ الأول في فهم النص ينتشر بسرعة من دراسة إلى أخرى حتى يكتشف بالعودة إلى المصادر الأولى؛ أي إلى المؤلفات الظاهراتية نفسها عند مؤسسها.

ولكل الدراسات الثانوية على الظاهريات خصائص مشتركة واحدة، وكل نوع منها له خصائصه المتميزة، وكل دراسة عليها لها وضعها الخاص، ومع ذلك تعي الدراسات الثانوية مشكلتها الخاصة إذا ما قام بها فيلسوف ظاهراتي.

4

والهدف من التحقق من صدق الدراسات الثانوية بيان المسافة بينها وبين النصوص الأصلية، وفي نفس الوقت يدل استعمال بعض هذه الملاحظات الدقيقة والدالة أحيانا والاعتماد عليها وأخذ شهاداتها على اتفاق عديد منها على نفس النتائج.

ولا تتضمن الدراسات الثانوية التي تم تحليلها كل الدراسات حول الظاهريات منذ نشأتها، بل مجرد عينات ممثلة تسمح ببيان المسافة بينها وبين الأعمال الرئيسية في الظاهريات، لا تمثل إحصاء شاملا لها، وهو ما يتجاوز قدرات باحث واحد، بالإضافة إلى خروج ذلك عن إطار هذا العمل، تكفي عينة ممثلة؛ لأن عديدا من هذه الدراسات تعطي نفس النتائج، وإضافة دراسة أخرى لن تغيرها، والغاية من هذه النظرة العامة على هذه العينة الممثلة ليس النقد، وقد أجراها عديد من كبار الظاهراتيين والباحثين، بل هي مجرد ملاحظات بسيطة وشائعة عند كل باحث، بعد اتصاله المباشر مع المصادر الأولى للظاهريات، بعد أن يتحقق من هذا الاختلاف بين ظاهريات الظاهراتيين والظاهريات في أعمال مؤسسها.

5

أولا: نقاط التطبيق1

অজানা পৃষ্ঠা