90

الطهارة والأخذ عنهم جائز لأنهم لم يصيبوا من العلم إلا حدهم وما احتملوه ووعوه وأطاقوه وقسطهم منه وذلك مثل جفاف ما وقع من الخمر على الآنية فى الظاهر وإن كان ذلك ظاهرا بينا فيها لم يجز الأكل عليها وكان مثله فى الباطن مثل هذه الحدود إذا نالها من العلم فوق احتمالها فغير أحوالها لم يجز الإقبال عليهم ولا الأخذ منهم.

ويتلو ذلك قول الصادق جعفر بن محمد صلى الله عليه وسلم عن خرء الفأر يقع فى الدقيق فقال إن علم به أخرج وإن لم يعلم به فلا بأس، والدقيق فى الظاهر هو بعض الأطعمة وهو فى الباطن على ما وصفنا من العلم والفأر فى الباطن مثله مثل المنافق.

وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمى الفأرة الفويسقة وخرؤه إحداثه فى الدين فإذا أدخل أحد من المنافقين شيئا مما يحدثه فى علم الدين ليلتبس به الحق بالباطل كما قال تعالى وتبين ما أدخله فى ذلك من القول أزيل وأسقط وإن خفى فيه وغلب الحق عليه لم يضره ذلك كما ذكرنا فى الماء الذي مثله مثل العلم تقع فيه النجاسة إن ظهرت فيه أفسدته إلا أن يزول عينها منه وإن لم تظهر فيه وقهرها الماء واستهلكها لم تفسده وكذلك منزلة خرء الفأر فى الدقيق وحكمه فى الظاهر والباطن.

ويتلو ذلك قول الصادق صلى الله عليه وسلم وسئل عن الكلب والفأرة يأكلان من الخبز أو يشمانه قال ينزع ذلك الموضع الذي أكلا منه وشماه ويؤكل سائره وهذا فى معنى ما تقدم والكلاب فى الباطن مختلفة الأمثال كاختلافها فى الظاهر فى الأحوال فكلاب الصيد منها أمثال صغار الدعاة والمأذونين وصيدها الوحش مثله مثل استجلاب الدعاة والمأذونين من يستجلبونه بالكسر والاحتجاج من المستجيبين ومنها كلاب الحرس والماشية فمثلها مثل من يذب عن المؤمنين ممن لا خلاق له وممن يسترضى ويقام لذلك بما ينال من الدنيا كما يسترضى الكلاب بما تطعمه وهؤلاء هم أمثال الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم «ينصر الله هذا الدين بقوم لا خلاق لهم» ومنها ما هى مثل الكفار وهى الكلبة تعدو على الناس وتعقرهم ولا تصيد ولا تحوط وهذه التى ضرب الله بها المثل فى كتابه بالكفار فقال:@QUR032 «واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه

পৃষ্ঠা ১৩৬