.. مَا صَادف الحكم الْمحل وَلَا هواس
توفّي الشُّرُوط فَصَارَ ذَا بطلَان ... فلذاك قَاضِي الْحسن أثبت محضرا
بِفساد حكم الهجر والسلوان ... وَحكى لَك الحكم الْمحَال ونقضه
فَأَسْمع إِذا يَا من لَهُ أَذَان ... حكم الوشاة بِغَيْر مَا برهَان
إِن الْمحبَّة والصدود لدان ... وَالله مَا هَذَا بِحكم مقسط
أَيْن الغرام وَصد ذِي هجران ... شتان بَين الْحَالَتَيْنِ فَإِن ترد
جمعا فَمَا الضدان يَجْتَمِعَانِ
افْتتح النَّاظِم ﵀ هَذِه الْمَنْظُومَة بِشَيْء من النسيب وَهُوَ التغزل والتشبيب كلهَا بِمَعْنى وَاحِد وَأما الْغَزل فَهُوَ إلْف النِّسَاء والتخلق بِمَا وافقهن وَلَيْسَ مِمَّا ذكر فِي شيئ فَمن جعله بِمَعْنى التغزل فقد اخطأ وَقد نبه على ذَلِك قدامه وأوضحه فِي كِتَابه (نقد الشّعْر (
قَوْله حكم الْمحبَّة ثَابت الْأَركان ركن الشيئ جَانِبه الْأَقْوَى أَي ولثبوت أَرْكَانه وشدتها لَا يُطيق الصدود فَسخه
قَوْله إِنِّي وقاضي الْحسن أَي كَيفَ يقدر الصدود على فَسخه وَقد ثَبت وتوطدت أَرْكَانه وَذَلِكَ ان قَاضِي الْحسن نفد حكمهَا أَي نفذ حكم الْمحبَّة وَفِي بعض النّسخ (نفذ حكمه (وَالْمعْنَى وَاحِد وَفِي قَوْله قَاضِي الْحسن وَهُوَ الْجمال اسْتِعَارَة وَذَلِكَ انه شبه الْحسن فِي قوته وسلطنته على المحبوب وقهره لَهُ بسلطنة القَاضِي الْحسي وقهره للخصوم ونفاذ حكمه فَكَذَلِك حسن هَذِه المحبوبة حكم على محبها بالمحبة وَفِي قَوْله
1 / 38