وقال ابن منظور×: =وتاب إلى الله يتوب توبا، وتوبة، ومتابا: أناب، ورجع عن المعصية إلى الطاعة+(3).
والتوبة تكون من الله على العبد، ومن العبد إلى الله؛ فإذا كانت من الله عديت بعلى، وإذا كانت من العبد إلى الله عديت بإلى.
قال الله_تعالى_: [إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما] النساء:17.
وقال_عز وجل_: [وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون] النور:31.
وقال: [ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا] الفرقان: 71.
قال ابن منظور×: =وتاب الله عليه: وفقه(4) لها، ورجل تواب: تائب إلى الله، والله تواب: يتوب على عبده+(5).
وقال: =وقال أبو منصور: أصل تاب: عاد إلى الله، ورجع، وأناب، وتاب الله عليه: أي عاد عليه بالمغفرة+(6).
ثانيا_تعريف التوبة في الشرع: عرفت التوبة إلى الله في الشرع بعدة تعريفات، والمدلول الشرعي للتوبة قريب من المدلول اللغوي، فمما عرفت به التوبة في الشرع مايلي:
1_ قال أبو حامد الغزالي×: =قيل في حد التوبة أنه ذوبان الحشا لما سبق من الخطأ+(7).
ثم علق على هذا الحد فقال: =فإن هذا يعرض لمجرد الألم ولذلك قيل:
2_ =هو نار في القلب تلتهب، وصدع في الكبد لا ينشعب+(8).
3_ وقال: =وباعتبار معنى الترك قيل في حد التوبة: إنه خلع لباس الجفاء، ونشر بساط الوفاء+(9).
4_ وقال: ومن معانيها(10): =ترك المعاصي في الحال، والعزم على تركها في الاستقبال، وتدارك ما سبق من التقصير في سابق الأحوال+(11).
5_ وقال ابن القيم×في تعريف التوبة: =فحقيقة التوبة هي الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على ألا يعاوده في المستقبل+(12).
পৃষ্ঠা ৩