ومن كلمات أبي الفرج: قوله في هذا العالم ربما صار التولدي توالديا فلا يتعجب من أن يصير نوع التوالدي تولديا لا في هذا العالم كالشمس في ازمان والنار تؤثر فإنها تؤثر في آن، وقال: " آ " لا يكون سببا لوجود " ب " وب لا يكون سببا لوجود " ا " لأن من حق السبب أن يكون متقدما في الوجود على المسبب ومن حق المسبب أن يكون متأخرا، وإذا اعتبرت ذلك عرفت أن " آ " لا تكون علة لما هي " ب " و" ب " علة لوجود " آ ".
وقال: إذا قامت حجتك على الكريم أكرمك ووقرك، وإذا قامت على الخسيس (ازدراك) وامتهنك.
الفقير المتشبه بالغني كالوارم المتشبه بالسمين.
البخيل تغافله عن عظيم الجرم اسهل عليه من المكافأة على صغير الإحسان شرير العالم يفرح بالطعن على من تقدمه من العلماء، ويسوءه بقاء من في عصره منهم، لأنه يحب ألا يكرم سواه، والغالب عليه في العلم شهوة الرياسة.
من مدحك بما ليس فيك فهو مخاطب غيرك، وكذا من هجنك البخيل يسخو من عرضه بمقدار ما يبخل من ماله. إذا أقبلت الدولة خدمت الشهوات العقول، وإذا أدبرت خدمت العقول الشهوات. إذا أصحبت العاقل فأرضه وأسخط حاشيته، وإذا خدمت الجاهل فافعل ضد ذلك.
حرام على الملك السكر فإنه حارس المملكة، وقبيح أن يحتاج الحارس إلى من يحرسه.
الشجاع يختار حسن الذكر على البقاء، والجبان يختار البقاء على حسن الذكر.
الأماني أحلام المستيقظ. وقال: أول ما يظهر بعد الطوفان والأمراض الوبائية المفنية للناس الضروريات من الملابس والمآكل، ثم بعد ذلك يطلبون الحسن منها.
الجند والمدن والحصون تتخذ أولا هربا من السباع الضاربة ثم بعد ذلك لتوقي (الناس) بعضهم من بعض.
إذا تمسك الأبناء بسنن الآباء فربما داخلتهم المصيبة فدعت الضرورة إلى صاحب شرع حق يدعوهم إلى شئ واحد فيه صلاحهم.
الحكيم العالم أبو القاسم الكرماني
كان حكيما جرت بينه وبين أبي علي مناظرة، أدت إلى مشاجرة لزمها سوء الأدب. ونسبه أبو علي إلى قلة العناية بصناعة المنطق، ونسب أبو القاسم أبا علي إلى الغلط والمغالطة. وكتب هذه المناظرة أبو علي إلى الشيخ الوزير الأمين أبي سعيد الهمذاني الذي صنف أبو علي باسمه الرسالة الأضحوية، وكتب الحكيم أبو الخير إليه رسالته المعروفة. ومن كلمات الحكيم أبي القاسم قوله: الطبيب خادم القدر صح المريض أو هلك.
وقال: تأثير العلويات بتقدير الله تعالى في السفليات لا ينكر، لأن الأسفل مربوط بالأعلى، والتفاصيل لا تدرك، فاختر أمرًا بين أمرين فإنك في ذلك تحتاج إلى علم زماني وغير زماني.
وقال يوما للشيخ أبي علي: لا يقدر ما عندك بتهجين ما عند غيرك فإن الحق ابلج والإنصاف لم ينعدم.
وقال: المبتهج بمدحه الذي يسمعه كمادح نفسه وقال: معاتبة الجاهل كالطالب من الأعمى صحة البصر.
أبو الفتح يحيى بن علي بن محمد
الكاتب البستي كان أبو الفتح حكيما شاعرا من خدم الملوك السامانية وندماء الأمير خلف بن احمد واستخدمه الأمير ناصر الدين سبكتكين فقال له أبو الفتح أنا غرس أعدائك فلا تثق بي إلا بعد تجربتي فان التجربة تزيل الشبهة. وعاش هو إلى أيام السلطان محمد بن محمود، وخلع عليه السلطان محمد بن محمود مرارًا، وقيل هو كاتب باتبور صاحب بست واستحضره الأمير سبكتكين، وكان كاتب السلطان محمود مدة، ثم اتفق له مفارقة خراسان مع الخاقانية، وتوفي بما وراء النهر.
فللأمور مواقيت مقدرة ... وكل أمر له حد وميزان
فلا تكن عجلًا في الأمر تطلبه ... فليس يحمد قبل النضج بحران
يا أيها العالم المرضي سيرته ... أبشر فأنت بغير الماء ريان
ويا أخا الجهل لو أصبحت في لجج ... فأنت ما بينها لا شك ظمآن
وقوله:
تق الله والزم عرى دينه ... وبعدهما فاعرف الفلسفة
ودع عنك قومًا يعيبونها ... ففلسفة المرء فل السفه
وقوله:
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته ... أتطلب الريح مما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
وقوله:
لا تلمني على اضطراب تراه ... في كتاب أخطه أو قريض
1 / 7