وكان يلبس لباس الزهاد ولا يأكل إلا طعام الأبرار، والحكيم الحسين السمرقندي من جملة تلامذته. وله كتاب في ميزان الحكمة، وهذا الميزان منسوب إلى أرشميدس. وعرض عليه طالع من استخراجي فكتب عليه: أما الحساب فقد حفظا أجزاءه بالموازين، وأما الأعمال فقد ألف بينها وبين المؤتمرات، وأما الأحكام فقد جمع فيها بين المنقول والمسموع والمطبوع، والله تعالى يطرف عنه عين الكمال. ومن سعادة هذا الطالع أن مستخرجه كامل في تلك الصناعة متصف (بها) والسلام.
الفيلسوف محمد بن أحمد المعموري البيهقي
كان تلو بني موسى في الرياضيات، وكان بيهقي الأصل والمولد، وصنف كتابًا في دقائق المخروطات ما سبقه به أحد، وكان بين كتب قطب الزمان منه أصل، والأعمال التي تتعلق بالحيل والأثقال وغير ذلك تساعده مساعدة عظيمة. والإمام عمر الخيامي يعترف بتبريزه ومتانته في تلك العلوم.
واتفق أنه ارتحل إلى أصفهان بسبب الرصد الذي أمره (بعمله) ملكشاه فبقي فيها إلى أيام السلطان محمد. ولما اتفق إحراق أصحاب الجبال والقلاع من الباطنية، وأقبل السلطان محمد على ذلك رأي المعموري تسيير درجة طالعه التي هي الهيلاج متصلة بجرم نحس وشعاع نحس، فخاف ذلك الإتصال، فخرج من دار السلطان، وكان فيها محترمًا مكفي المؤنة، ودخل دار صديق له وانزوى في زاوية بيته، فلما أخذوا باطنيًا، وجروه إلى موضع الإحراق، علت النسوان والصبيان السطوح للنظر إليه، فعثرت امرأة على سطح ذلك البيت الذي فيه المعموري، فغضبت المرأة وصاحت، وقالت: معاشر الناس، في هذا البيت قرمطي، فدخلوا الدار وأخذوه وقتلوه، فلما أخرجوه مقتولًا عرفه أولياء السلطان فلاموا الفاغة، وما نفع اللوم، ولا الحذر من القضاء المحتوم، ولا تأخير الأجل المسمى، ولا مفر من العواقب.
ومن كلماته: القدر من سر الله الأعظم كل ما يصلح جانبًا ويفسد جانبًا آخر فليس بحسن كل ما يزيد في العلم ينقص من الجهل وقال: الغاية إما ناموسية وإما طبيعية وإما صناعية وإما اتفاقية، فالناموسية هي التي تبلغ إليها بالرأي الثاقب، والطبيعية ما تبلغ إليها الطبيعة في زمان، والصناعية هي مقصود الصناعة كالكن للبيت، والغاية التي هي بالبخت والإتفاق هي التي يصادفها الإنسان من غير قصد وقال: لكل علم موضوع ومبادئ ومسائل، فالموضوع هو المنظور فيه، والمبادئ المبرهن عنها، والمسائل مبرهن عليها
الإمام أبو زيد النوقاني
كان عالمًا بالعلوم الرياضية والمعقولات، وله تصانيف كثيرة في المساحة والحساب، ورسائل في المعقولات. ومن فوائده: اتخذ الحق بدلًا من كل شيء. من اطلع على الأربعين تعروه كل سنة علة جديدة، ومن بلغ الخمسين ففي كل شهر، ومن بلغ الستين ففي كل يوم، ومن يلغ السبعين ففي كل ساعة.
السلطان كالسوق يحمل إليها ما زكا فيها، إما الخير وإما الشر.
الحكيم الأديب عبد الواحد القايني
المقيم بالري ارتبطه الملك استندار بناحية كجو وكلار. وله رسائل لطيفة وجدت فيها قوله، ولا أدري ممن اقتبس أنوار ذلك الكلام: الفيلسوف هو الذي يقتني الحكمة على التهذيب.
الكامل هو الذي يقدر على إفاضة الخير على غيره، والمعلم مفيض الفضائل النظرية، والمؤدب موجد الفضائل الخلقية، والطبيعة آفة للنفس والنفس آفة للعقل.
" الإمام الأمير الأجل الأعز، رشيد الدولة والدين، سعد الإسلام والمسلمين، ذو المناقب والمكارم، عزيز الملوك والسلاطين، مصلح الممالك صاحب البيانين، افتخار خوارزم وخراسان، سلطان الندماء والأفاضل، ملك الكتاب، أمير أمراء الكلام أبو المفاخر "
محمد بن محمد بن عبد الجليل العمري
الكاتب البخاري الخوارزمشاهي
1 / 33