ومن كلماته قوله: الحسود لا يرجى الاستمتاع به، وكيف يرجى الاستمتاع (بمن) مضرته تنال القريب فضلًا عن الغريب.
الفضيلة في ذوي الأخطار زينة العالم.
لسان العلم أفصح من كل لسان.
كفى بالعلم نفاسة أنه يفخر به من لا يعرفه، وكفى بالجهل ذلالة أنه يأنف منه من يعرفه من نفسه.
الإنسان موزون بين كفتي النفس والطبيعة.
الإصرار على الشر مع ذي الإقلاع عنه زيادة في الشر.
كذبت حواسك الخمس إلا إذا شهد لدعواها العدل الرضا.
احرص على أن تعمل جيدًا لا على أن تقول جيدًا.
لا تنازع من فوقك، ولا تقل ما لا تعلم.
استصغر الكبير في طلب المنفعة، واستعظم الصغير عند دفع المضرة.
أعط من دونك ما تحب أن يعطيك من فوقك.
النظر في أعمال الأخيار وسننهم جلاء العقول.
لا تأس على ما فاتك أسى القنوط، ولا تفرح بما أتاك فرح أشر.
الحكيم أبو حامد أحمد بن اسحق الأسفزاري
الحكيم المتقي والفيلسوف المبرز، له تصانيف في الرياضيات والمعقولات، وكلامه في تصانيفه منقح لا غبار عليه، ولا يشوبه ضعف. ومن كلماته: أحق ما صبر عليه المرء ما ليس إلى تغييره سبيل.
ما لا تحب أن تفعله لا تخطر ببالك ذكره.
اختر الرمي بالحجارة بغير فائدة على التفوه بكلام باطل.
العلم بالله يكون باللفظ اليسير، فاللفظ الكثير دليل على عدم العلم به.
إذا أضمرت سوءًا في غيرك فأنت أقرب في الإساءة إلى نفسك وجعلت حياتك حياة رديئة.
وقال: الصلاة الحسنة والعبادات علامة معرفة الله تعالى.
المظلوم الذي لا يظلم مستجاب الدعوة.
عسير على الإنسان أن يكون حرًا وهو مطيع للعادة السيئة.
لا تتكلم بما لا يعنيك، وتكلم بما يعنيك في وقته وموضعه.
لا تبالغ بإفراط الهشاشة والبشاشة، فإن ذلك من السخف كما أن قلة الكلام من الكبر.
الحكيم أبو الوفاء البوزجاني
بلغ المحل الأعلى في الرياضيات، وكان حميد الأثر، وكفى بذلك شاهدًا تصنيفه المعنون بالمنازل ثم زيجه ثم سائر تصانيفه وكان نقي الجيب من عثرات الدنيا قانعًا بما عنده ومن كلماته قوله: لا خير في الحياة إلا مع الصحة والأمن من سوء الأدب الاستخفاف بحق المؤدب لا تتحدث مع من يرى حديثك غنمًا إلا عند الضرورة إن غلبك غيرك في الكلام فلا يغلبك أحد في السكوت إن كان السفيه عندك فخصه بترك المكافأة.
لا تجالس أحدًا بغير طريقته، فإنك إن لقيت الجاهل بالعلم، والماجن بالجد، فقد آذيت جليسك، وأنت مستغن عن إيذائه.
الحكيم بطليموس التالي أبو علي بن الهيثم
كان تلو بطلميوس في العلوم الرياضية والمعقولات، وتصانيفه (أكثر) من أن تحصى، وله في الأخلاق رسالة لطيفة ما سبقه بها أحد. وقد صنف كتابًا في الحيل، بين فيه حيلة إجراء نيل مصر عند نقصانه في المزارع، وحمل الكتاب وقصد قاهرة مصر فنزل في خان، فلما ألقى عصاه قيل له إن صاحب مصر الملقب بالحاكم على الباب يطلبك فخرج أبو علي ومعه كتابه.
وكان أبو علي قصير القامة، وعلى باب الخان دكان فصعد أبو علي الدكان، ودفع الكتاب إلى صاحب مصر، وصاحب مصر راكب حمارًا مصر يًا، مع آلات مفضضة. فلما نظر صاحب مصر في الكتاب قال له: أخطأت فإن مؤنة هذه الحيلة أكثر من منافع الزرع، وأمر بهدم الدكان ومضى، فخاف أبو علي على نفسه، وهرب حين جن الليل، وأقام بالشام عند أمير من أمرائها فاقبل عليه ذلك الأمير، وأجرى عليه أموالًا كثيرة، فقال له أبو علي: يكفيني قوت يوم، وتكفيني جارية وخادم: فما زاد على قوت إن أمسكته كنت خازنك، وإن أنفقته كنت قهرمانك ووكيلك، وإذا اشتغلت بهذين الأمرين فمن الذي يشتغل بأمري وعلمي.
فما قبل بعد ذلك إلا نفقة احتاج إليها، ولباسًا متوسطًا. وقد قصده من أمراء سمنان أمير يقال له سرخاب متعلمًا، فقال له أبو علي: أطلب منك للتعليم أجرة، وهي مائة دينار في كل شهر، فبذل ذلك الأمير مطلوبه وما قصر فيه، وأقام عنده ثلاث سنين. فلما عزم الأمير على الانصراف قال له أبو علي: خذ أموالك بأسرها فلا حاجة لي إليها وأنت أجوج إليها مني عند عودك إلى مقر ملكك ومسقط رأسك، وإني قد جربتك بهذه الأجرة، فلما علمت أنه لا خطر ولا موقع للمال عندك في طلب العلم، بذلك مجهودي في تعليمك وإرشادك. واعلم ألا أجرة ولا رشوة ولا هدية في إقامة الخير ثم ودعه وانصرف.
1 / 16