[استشهاده (ع)]
قال النوفلي: حدثني زيد بن موسى، قال: سمعت مسرور الكبير يقول: إن لآل أبي طالب أنفسا عجيبة، أرسلني الرشيد إلى عبد الملك بن صالح، حين أمره بحبسه فجئته فقلت له: أجب، فقال: يا أبا هاشم، وماذا؛ وأظهر خوفا وجزعا شديدا؟
فقلت له: لا علم لي.
قال: فدعني أدخل أجدد طهوري.
قلت: لا.
قال: فدعني أوصي.
قلت: لا.
قال: فدعا بثياب يلبسها.
فقلت: لا إلا ثيابك التي عليك.
قال: فحملته معي على دابة، وقنعت رأسه بردائه ومضيت به سريعا، فآذاني طوال طريقى :يا أبا هاشم ناشدتك الله لما أخبرتني لم دعي بي؟
فأعرضت عنه، ثم أحضرته الباب فأمر الرشيد بدفعه إلى الفضل بن الربيع فحبسه عنده.
قال مسرور: أمرني بإتيان يحيى بن عبد الله في اليوم الذي حبسه فيه فجئته فقلت له:أجب، فوالله ما سألني عن شيء، ولا قال: أجدد طهورا ولا ألبس قميصا حتى نهض فركب معي، فما كلمني في طريقه بكلمة حتى صرت به إلى الباب، وأمرني الرشيد بحبسه عندي في سرداب، ووكلت به، وكنت أدخل إليه في كل يوم قوته، فبينما الرشيد يوما قد دعا بغدائه إذ أقبل علي فقال: يامسرور، اذهب فانظر إلى أي شيء يصنع يحيى بن عبد الله واعجل إلي.
فمضيت ففتحت عنه السرداب فوجدته يطبخ قدرة عدسية ببصل مع لحيم أدخلناه إليه مما كنا نقوته به.
قال: فأعرضت عنه وخرجت إلى الرشيد فأخبرته؛ فقال: اذهب فقل له أطعمنا من قدرك.
فجئته فقلت له ذلك، فتناول جويما كان بين يديه فأفرغ القدر فيه، قال: فغطيته ودفعته إلى خادم فركض به حتى وضعه بين يدي الرشيد على مائدته.
قال: فتشاغل والله الرشيد بأكله عن الأطعمة كلها، وأكل ما كان في الجام أجمع، حتى لقد رأيته يمسح بلقمته بصلا قد لصق بجانب الجام فيأكله، ثم أقبل علي، وقال: يا مسرور أحضرني الساعة مائة خلعة من خاص ثيابي في مائة منديل، ولتكن من أصناف الثياب كلها من ثيابي المقطعة المخيطة، وائتني بمائة وصيف، فأعجلت ذلك عليه.
পৃষ্ঠা ৪৪৬