[رواية أخرى]
رجعنا إلى رواية غيره فأتاهم إدريس بن عبد الله بن الحسن وأخوه سليمان وعبد الله بن الحسن الأفطس وعلي بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن فباتوا ليلتهم، فلما كان من السحر خرجوا إلى المسجد وقد أذن من المؤذنين مؤذن واحد، فحين أذن الثاني وبلغ التشهد أحس بهم فقطع الأذان لما سمع الأصوات، وتوافوا في المسجد وهم خمسة وسبعون رجلا، الفاطميون منهم سبعة والباقون ثمانية وستون.
فلما طلع الفجر دخل الناس المسجد من كل ناحية، فأقام يحيى بن عبد الله الصلاة، وتقدم الحسين فصلى بالناس ثم انصرف إلى المنبر فخطب الناس ودعاهم إلى البيعة فتفرقوا عنه ولم يعرج عليه أحد من أهل المدينة، ودخل ناس من أهل خراسان وغيرهم فسمعوا مقالته، فمنهم من تقدم فبايعه ومنهم من لم يفعل.
قال: وتصايح الناس، واعتزل أجناد آل العباس واجتمعوا إلى خالد البربري وهو يومئذ قائد الجند الذي بالمدينة، وكانوا مائتي رجل، وصار إليه وزير ابن إسحاق الأزرق وكان على صوافي الخاصة، ومحمد بن واقد مولى أمير المؤمنين، وكان شريكا للعمري في الأعمال، وإليه ديوان العطاء، فأقبل خالد البربري فيمن معه وخرج معه حسن بن جعفر بن حسن بن حسن على حمار له حتى دخل المسجد وأتى من موضع ناحية الجنائز، فحمل عليه أولئك المبيضة، فأمرهم الحسين بالكف عنه وإخراجه من المسجد -يعني الحسن بن جعفر- وأقبل خالد البربري ومن معه من ناحية بلاط الفاكهة، فخرج الحسين وأصحابه إلى رحبة دار القضاء، فجلس فيها وجلس معه أصحابه إلا من تقدم منهم للقتال وهم زهاء ثلاثين رجلا، فإنهم تقدموا في نحور أصحاب خالد فرموهم بالنشاب، وأقبل خالد راجلا سالا سيفه يصيح بالحسين ويشتمه، ويقول: قتلني الله إن لم أقتلك.
পৃষ্ঠা ৪২৪