[استشهاده (ع)]
[15] قال مؤلف هذا الكتاب أبو الحسن: وحدثني السيد أبو الفضل يحيى بن الحسين أيده الله بطاعته أن أبا جعفر وجه عيسى بن موسى في أربعة آلاف رجل، وقال:إنك سترد على حرم رسول الله وجيران قبره، فإن قتل محمد أو أخذ أسيرا فلا تقتل أحدا وارفع السيف، وإن طلب محمد الأمان فاعطه، وإن قاتل واشتمل عليه أهل المدينة فاقتل من ظفرت به منهم.
فلما بلغ محمدا مسيره خندق على المدينة خندقا على أفواه السكك، فقاتلهم عيسى بن زيد بن علي، ومحمد جالس على المصلى، ثم جاءهم فباشرهم القتال بنفسه، فلما اقتتلوا ساعة انهزم أصحاب محمد وتفرقوا عنه، فلما رأى ذلك رجع إلى دار مروان فصلى الظهر واغتسل وتحنط، وكان ذلك لسنة خمس وأربعين ومائة، يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان ، فجثى محمد على ركبتيه، فجعل يقاتل ويذب بسيفه عن نفسه، وصابرهم إلى العصر ومعه ثمانون رجلا، ثم قتل بيده اثني عشر رجلا، ثم عرض له رجل فضربه على ذقنه فسقطت لحيته على صدره فرفعها بيده وشدها، ثم رمي بنشابة في صدره، وحملوا عليه من كل جانب، فقتل رضي الله عنه وصلى على روحه، وحمل رأسه إلى عيسى بن موسى، وانهزم بقية أصحابه فأرسلت فاطمة بنت محمد وأخته زينب بنت عبد الله إلى عيسى [أن] قد قضيتم حاجتكم منه فأذنوا لنا في دفنه.
فأذن لهم، فدفنوه بالبقيع وبعث برأسه مع ابن أبي الكرام إلى أبي جعفر لعنهما الله ولا رحمهما.
পৃষ্ঠা ৩৯৭