واعلموا أيها الناس أنكم غير مصيبي الرشد بخلافكم لذرية نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ، ووضعكم الأمر في غير محله، فعازت لأحدكم بعد جماحها، وتفرقت جماعتكم بعد اتساقها، وشاركتم الظالمين في أوزارها لترككم التغيير على أمرائها، ودفع الحق من الأمر إلى أوليائه، فلا سهمنا وفيناه، ولا تراثنا أعطيناه، وما زال يولد مولودنا في الخوف، وينشأ ناشئنا في القهر ويموت ميتنا بالذل والقهر والقتل بمنزلة بني اسرائيل، تذبح أبناؤهم وتستحيا نساؤهم، ويولد مولودهم في المخافة، وينشأ ناشئهم في العبودية، وإنما فخرت قريش على سائر الأحياء بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ودانت العجم للعرب بادعائها لحقنا، والفخر بأبينا صلى الله عليه وآله وسلم ثم منعنا حقه، ودفعنا عن مقامه، أما والله لو رجوا التمكين في البلاد والظهور على الأديان، وتناول الملك بخلاف إظهار التوحيد، وبخلاف الدعوة إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم والإذعان منهم بالقرآن، لاتخذوا أساطير مختلقة بأهوائهم، وعبدوا الأوثان بآرائهم، ولاتخذوا من أنفسهم زعيما.
فاتقوا الله عباد الله، وأجيبوا إلى الحق، وكونوا عليه أعوانا لمن دعاكم إليه، ولا تأخذوا بسنة بني إسرائل إذكذبوا أنبياءهم، وقتلوا ذريتهم على أنها سنة كسنة تركبونها وعروة بعد عروة تنكثونها وقد قال الله جل ثناؤه في كتابه: ?لتركبن طبقا عن طبق?[الانشقاق:19].
فاعرفوا فضل ما هداكم الله به وتمسكوا بوثائقه، واعتصموا بعروته من قبل هرج الأهواء، واختلاف الأحزاب، وتنكب الصواب، فإن كتابي حجة على من بلغه، ورحمة على من قبله. والسلام.
[10] حدثنا أبو العباس رحمه الله بإسناده عن خالد بن مختار الثمالي قال الحسن بن الحسين: وكان خالد بن مختار خرج مع إبراهيم بن عبد الله وذهب بصره.
قال خالد بن مختار: جاء كتاب من محمد بن عبد الله بن الحسن إلى خواص أصحابه، وأمرهم أن يقرؤوه وهو:
পৃষ্ঠা ৩৮৩