وسمعت بعض العرب ممن اسمه مثبت عندي، وتوسمت فيه فضلا أن يحيى بن الحسين كان يدخل سوق المدينة وهو مراهق أوفي عنفوان بلوغه، وقد امتروا شيئامن موضع فيقول: ما طعامكم هذا؟ فيقال: الحنطة، فيدخل يده الوعا فيطحن منه بيده، ثم يخرج يده ويقول: إنما هو دقيق، يريهم شدته وقوته.
وسمعت محمد بن علي بن سليمان الرسي رحمه الله يحكي عن ابن محمد بن القاسم بن إبراهيم أن يحيى بن الحسين كان غلاما حزورا بالمدينة، وأن طبيبا نصرانيا كان يختلف إلى أبيه الحسين بن القاسم على حمارله يعالجه في مرض كان به، فنزل عن الحمار يوما، وتركه على الباب، ودخل، فصعد يحيى بن الحسين عليه السلام بالحمار السطح «فلما خرج الطبيب فقد الحمار، فقيل له: صعد يحيى به السطح»، فتحير الرجل، فقيل له: نسأله أن ينزله، فإن المثل السائر على أفواه الناس أنه إنما ينزل الحمار من صعد به، فسألوه «إنزاله» فأنزله، ودميت بنانه فبلغ ذلك أباه، فزبره، وخاف عليه العين.
وقيل: إنه كان أسديا، أنجل العينين، واسع الساعدين غليظهما، بعيد ما بين المنكبين والصدر، خفيف الساقين والعجز، كأنه الأسد، وذلك أقوى بشر في الناس.
وباشر الحروب والوقائع، والطعن والضرب، وتلقى أهوال الحروب بنفسه، ما يأتي بعضه بعد هذا.
وسمعت بعض أصحابه أنه كان يخرج في المفازة وحرمه على البعير فانقلب البعير بحرمه، فغدا هو خلفه ليقف البعير، فلم يقدر حتى أخذ بذنب البعير فأوقفه، وأمر أهله بالنزول، فلما نزلوا انفصل الذنب مع النصف من البعير بعروقه.
পৃষ্ঠা ৫১৩