وأمه: زكية زمانها، وبركة أوانها، الحصينة(1) بنت محمد بن علي أخت الإمام (المهدي)(2) علي بن محمد، توفيت وهو بن خمس سنين، ثم تربى بعدها في حجر أخته الشريفة [الطاهرة](3) العالمة العاملة دهما بنت يحيى رحمها الله وسلامه عليها، ثم أدخله والده المكتب فلما ختم القرآن الكريم، قرأ في علم العربية فلبث في قراءة النحو والتصريف والمعاني والبيان قدر سبع [سنين](4)، وانتهى في هذه العلوم الثلاثة إلى ما لم ينته إليه أحد من أبناء زمانه، وابتدأ في تأليف الكوكب فجمع فيه نحوا كثيرا وعلما غزيرا.
ثم أخذ في علم الكلام على صنوه الهادي -عليه السلام- وهو الغاية القصوى ثم أتمه على القاضي يحيى بن محمد المدحجي فسمع عنه(5) (الخلاصة)، ونقل (الغياصة) غيبا، ثم شرح (الأصول) للسيد مانكديم وألقى عليه (الغرر والحجول) التعليق على الشرح فأنفذ حفظهما ثم اختصر تأليفهما(6) ليسهل عليه غيبهما.
ثم أخذ في علم اللطيف فقرأ تذكرة ابن متويه على القاضي المذكور شرفا ثم على الفقيه العلامة علي بن عبدالله بن أبي الخير شرفا، وأتقنها إتقانا عجيبا، ثم قرأ (المحيط) على الفقيه المذكور.
পৃষ্ঠা ৬৪