سخاء كف وإن لم يبق باقية ... وبذل روح وإن أدى إلى التلف وكان من التواضع بأدنى مكان حتى كان في أيام إمامته يخرج بجمع(1) من أصحابه الذين يقرؤون عليه إلى ناحية من جبل، فإذا فرغوا من القراءة احتطبوا للإمام -عليه السلام-، فيأخذ الإمام -عليه السلام- شيئا من الحطب ويحمله معهم فيسألونه ترك ذلك، فيأبى. وكان في وقته الشريف السراجي الآتي ذكره، وكان يحتد عليه بكلام فيه بشاعة، (فيصفح عنه الإمام ويسمحه)(2).
وهو المسمى عليه السلام بالمظلل بالغمام لقصة جرت له بينه وبين الغز(3) في ينعم(4) في شهر محرم سنة تسعين وستمائة، (وهي أنهم لما أحاطوا به -عليه السلام- أرسل الله تعالى غماما عظيما طبق الأفق)(5)، فلما حصل ذلك خرج الإمام -عليه السلام- تحت الغمام في جماعة وافرة [من أصحابه](6)، وأمعن الأغراب في طلبه، وقد حجبه الله تعالى عنهم وهذه كرامة له -عليه السلام-.
وكان -عليه السلام- أحد أنصار الإمام المهدي أحمد بن الحسين عليه السلام، فلما قتل قال (له)(7) الإمام إبراهيم بن تاج الدين [المتقدم ذكره عليه السلام](8): أدع فأنت أولى مني، وأكبر سنا، فقال (له)(9) عليه السلام: أنت أنفع للمسلمين، فلما أسر إبراهيم [بن تاج الدين](10) عليه السلام دعا، فساس الأمور أحسن سياسة، ومال إليه سادات العترة وعيون أشياعها إلا شيعة الظاهر؛ (فإنهم أنكروا)(11) فضله عليه السلام.
পৃষ্ঠা ৪৩