نشأ عليه السلام على طريقة سلفه الأكرمين، وآبائه الغر الميامين، سلام الله عليهم أجمعين في العلم والعمل، ووصل(1) إلى اليمن [أولا](2) من ناحية الشام باستدعاء(3) أهله لما تتابعت الجراد عليهم، وهلكت(4) ثمارهم، فعند وصوله [عليه السلام](5) صرفها الله [تعالى](6) عنهم، ولم توجد في (زمانه و)(7) أيامه عليه السلام.
وكان مشهورا بالبركة فلذا قصده أهل اليمن، ثم عاد -عليه السلام- إلى أرض خثعم فأقام بها، وولاته يتصرفون فيما يليه من اليمن، ثم بعث رسله -عليه السلام- إلى اليمن في شهر شوال من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة؛ لاستنهاض الناس إلى بين يديه وإيصال واجباتهم إليه، وأصحبهم كتبا إلى الناس عموما، فوصلت الكتب(8) إليهم، فقام في ذلك رجال من المسلمين من البونين والخشب والمشرق والصيد، وجمعوا واجباتهم، وساروا إليه [عليه السلام](9) لعشر بقيت من ذي الحجة من السنة المذكورة، حتى انتهوا إلى صعدة، وانضاف إليهم جماعة من الناس، وساروا حتى وصلوا إلى الإمام القاسم وهو إذ ذاك في أسفل وادي بيشة.
পৃষ্ঠা ২