133

وله عليه السلام رسائل(1) في الطلاق الثلاث، وفي المخابرة، وفي إبطال الدور، وفي الخلع، ورسائل على كلمات من(2) الحديث، (وقواعد في معرفة)(3) أصول الفقه، ورسالة فيما يؤخذ من الجبايات، ورسالة فيما وقع إهداره أيام البغاة.

وله عليه السلام غير ذلك من الجوابات النافعة والمكاتبات الواسعة، المشتملة على العلم والحكم الجامعة، كما هو مذكور في سيرته عليه السلام.

وله عليه السلام الأنظار الصائبة، والآراء الثاقبة(4)، كان عليه السلام إذا نظر في أمر [فيما](5) يتعلق بالبيان والتعليمات والمواعظ النافعات وفصل الخصومات كأنما(6)أطل [من ذلك](7) على حقيقته، وشاهد كنه دخيلته.

وشجاعته عليه السلام مذكورة رواها الثقات، وكفى بقيامه في عصابة يسيرة وقد حشدت عليه العساكر من صنعاء وشهارة وغيرهما، (والقصة معروفة)(8).

وورعه عليه السلام الشحيح، وتقشفه الصريح، لا يفتقر إلى بيان، ولا يختلف فيه اثنان، وأنه عليه السلام مشهور بترك كثير من المباحات والمعتادات.

وتدبيره عليه السلام ظاهر لا ينكره أحد، وسخاؤه عليه السلام أظهر من أن يذكر، ولله القائل:

أمواله للسائلين غنيمة ... وله بأخذهم لها استغنام

وصبره عليه السلام على تحمل الأعداء(9)، وحفظ المعالم الدينية والدنيوية شرقا وغربا ظاهر لا يخفى،

وكان له عليه السلام من سعة الصدر، والاحتمال، والحلم، وكظم الغيظ، ما لا يمكن شرحه.

وهذه الخصال المتقدمة بأجمعها، والشرائط المستكملة بأسرها، هي الموجبة له استحقاق الإمامة الكبرى، المبطلة لإمامة من عارضه ممن دعى، وشفقته عليه السلام على الأمة عموما، وعلى الضعفاء خصوصا، مما تعسر(10) الإحاطة بذكر بعضها.

পৃষ্ঠা ১৩২