তাথির লুটাস
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
জনগুলি
استقبلهما رايموند هالر في المحطة واصطحبهما إلى شقته التي كانت عبارة عن جحر متواضع في منطقة مظلمة. لم تكن فاندا تعرف ميونيخ جيدا، ففقدت الاتجاه بمجرد أن صحبتهما. كان هالر يتحدث بلا توقف، وحينما سلم لأندرياس مفاتيح قسم علم الأمراض، لمعت حبات عرق على أنفه. كان شق دماغ هيلبيرج موجودا في دلو أبيض يحمل رقم 173 / 05، كان عليهما أن يحفظا الرقم، ثم أعطاهما خريطة للمبنى، ورداءين مخصصين للاستعمال مرة واحدة، وصندوقين من قفازات لاتيكيس، وكيس قمامة رماديا. وعلى أحد الصندوقين كتب حرف «إم» بالخط العريض، وعلى الآخر كتب رقم «7»، ثم توجه إلى أندرياس وسأله: «هل كل شيء على ما يرام هكذا؟»
أومأ أندرياس إليه بالإيجاب. كان عليهما أن يرتديا الرداءين قبل أن يدخلا إلى مبنى علم الأمراض، ويغيراهما عند اللزوم، لكن من الضروري ارتداء القفازات دائما، ثم يلقيا بالمخلفات في كيس القمامة، والأفضل أن يتخلصا منها عندما يعودان إلى ماربورج، لقد فكر في كل شيء، ثم وضع يده على كتف أندرياس قبل أن يذهبا. كان بينهما ثقة جعلت فاندا تشعر أنها خارج نطاقها. كان أندرياس غريبا عليها حين عاد إلى السياق البافاري.
قرب العاشرة استقلا مترو الأنفاق إلى محطة جروسهادرن. «لماذا يساعدنا؟» أرادت فاندا أن تعرف.
ابتسم أندرياس وقال متوترا: «كنا صديقين حميمين.» ها هو يبتسم من جديد رغم التوتر.
حين سارا أسفل شارع ماركيونيني غامت أعينهما بالدموع بسبب الرياح الثلجية. كان الطريق إلى مبنى علم الأمراض يمر في خط مستقيم عبر منطقة ضخمة مخصصة لوقوف السيارات، وقد بدت المساحة بالأماكن الفارغة بين السيارات الفرادى كمنطقة أقفرت بعد أن تم إخلاؤها، وعلى جانبي الطريق تمدد بساط ثلجي هو كل ما تبقى من الثلج الذي هبط ليعلن بداية الشتاء، فأفزعه ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ في ماربورج. يسارا لمعت نوافذ المبنى الرئيسي الذي بدا بكتلته الحجرية الضخمة وكأنه المركبة الفضائية أوديسا 2001 سقطت وسط الأرض المنبسطة. كان مبنى علم الأمراض يقع على الجانب الأيمن. ومض ضوء الطوارئ في المدخل عبر الواجهة الزجاجية للمبنى. قال رايموند إن المبنى يصير وحيدا مساء أيام الجمعة، وبهذا تقل فرص أن يراهما أحد. كانت فاندا ترتجف؛ فقد تذكرت رغما عنها حادث مداهمتها في مركز الأبحاث. كان الرعب قد استقر في عمق لم تشأ الاعتراف به، وكانت سعيدة أنها ليست بمفردها. فتح أندرياس باب المدخل كأمر مفروغ منه بعد أن ناولها قفازا ومصباح جيب، ثم سار نحو هدفه عبر الممرات المظلمة، فتبعته. توقفا أمام باب مزدوج، وسادت الظلمة وراء نوافذ الباب المستديرة، ثم تقدم أندرياس. كان أطلس التشريح القابع في حقيبة ظهر فاندا ثقيل الوزن، كما أن القاعدة الضخمة لمصباح الطاولة كانت تضغط على عمودها الفقري. أم هل كان ذلك مقبض سكين التشريح؟ كلا، لقد لفت أدوات التحضير جيدا بالسيليلوز، كما وضعت العلب البلاستيكية المخصصة لعينات الأنسجة في كيس مبطن. ذاك الشيء الذي على ظهرها صرف انتباهها قليلا. وفجأة تعثرت وانحنت ثم سقطت على ظهرها، فانعكس ضوء مصباح الجيب على السقف بسرعة. لقد كان وزن حقيبة الظهر من الثقل بأن جعلها تترنح إلى الوراء. يا إلهي المشرط. ظلت تترنح وهي تفكر: لا أريد أن أموت، ليس هنا. لكنها سقطت، لقد سمعت الصوت، ليس ثمة توقف، ولا شيء يمكن عمله. وفجأة أمسكت بها يد قوية من ورائها حملتها فوق ذراع. في حين وضعت اليد الأخرى على فمها، وبين جسديهما علقت حقيبة الظهر مثل أكمة تملؤها النفايات.
همس أندرياس في أذنها: «ششش، ستوقظين الجميع هنا.»
انحنت فاندا قليلا إلى الأمام، وهي تتصبب عرقا. «ماذا كان ذلك؟»
أسقط ضوء المصباح على الأرضية، في مكان ما كانت تغطية الأرضية بارزة قليلا. واصل أندرياس سحبها إلى الغرفة. أصدر الباب طقطقة منخفضة الصوت بمجرد أن أغلقه وراءهما، فتنفست فاندا بعمق.
قالت فاندا وقد تملك منها الخوف: «هيا، لنكمل.» أسقط أندرياس ضوء المصباح على وجهها، فانعكس على عينيه بعض الضوء الشاحب. «هل أنت متأكدة؟» سألها بقلق باد، ازدردت ريقها ثم أومأت إليه برأسها. أعطاها إشارة بأن تبقى في مكانها، ثم اختفى عبر باب على الجانب المقابل.
كانت الغرفة تعبق برائحة الفورمالين، فتركت فاندا ضوء مصباح الجيب يدور في الغرفة التي بدت جرداء. فومضت طاولات مصبوبة من الفولاذ الأبيض المقاوم للصدأ. لا جثث، ولا توابيت. اكتشفت طاولة عمل مرفوعة في أحد أجزاء الغرفة، كما وجدت على أحد الحوائط الجانبية مقبسا لسلك التوصيل مثل الذي معها في حقيبة الظهر، فتركتها تنزلق من فوق كتفيها على إحدى طاولات القسم وفتحتها. كانت أدوات التحضير بما فيها السكاكين قد انزلقت من لفتها وتوزعت في الكيس، لكنها وجدت كل شيء على ضوء مصباح الطاولة. وضعت السكين ذا الحد الطويل المزدوج على يمين حافة اللوحة البلاستيكية البيضاء التي كانت ستشرح عليها، إلى جوارها المشرط، ثم الملقاط الجراحي. دست نفسها في واحد من الأردية التي تستعمل مرة واحدة ، وأخرجت صندوق القفازات ووعاء العينات، ثم وضعت كيس القمامة إلى جوارها، وضعت كل شيء في متناول يدها، ثم السماعات على رأسها. نجح الاتصال بالهاتف المحمول، وكان رقم يوهانيس يومض بالفعل على خانة استدعاء الرقم المطلوب. انتظرت فاندا، وأمسكت يديها في ضوء المصباح. كانتا ترتعشان ارتعاشا خفيفا، وترتفعان وتهبطان مع كل شهيق وزفير، وبالتدريج بدأت فاندا تهدأ.
অজানা পৃষ্ঠা