তাথির লুটাস
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
জনগুলি
نطقتها أخيرا. أما زابينة فارتشفت من مشروبها. «الخنزير يريد أن يفرق بيننا.»
ردت فاندا بهدوء: «بينة، أنا لا أستطيع أن أحل محلك، ولا أريد؛ أنا لست متأكدة حتى إن كان يعرف أننا أصدقاء.» «ألن تقولي له إنك لا تستطيعين أن تفعلي هذا بي؟» صمتت فاندا. هل أقول لها ما أعطاه لي شتورم في يدي؟ هل يعرف بأمر تغييراتي الطفيفة سابقا؟ هل يضغط علي لأنه يعرف أني طموحة؟ أنا لم أقبل بالعرض لأثري.
ردت فاندا: «على أية حال، بالتأكيد قد يحسب حساب أني أتشاور معك، ربما يريد من خلالي أن يستغل كفاءتك بطريقة غير مباشرة.» «إنه تصرف يليق به.»
واصلت فاندا الحديث: «لقد قضيت فترة ما بعد الظهيرة كلها في التفتيش في بياناتك. عمل رائع حقا، أستطيع أن أتخيل حقا ما تشعرين به، بل وأشعر ببعض الحسد تجاهك أيضا.» كان مخططا بحثيا موسعا وممولا بكرم. لقد كانت زابينة تمتلك إمكانيات لا تجول ببال فاندا إلا في الأحلام. إن كان فهمها للبحث صوابا، فإن الأمر يدور حول اختبار أثر نقل الجينات. اندهشت فاندا من هذا التدخل العلاجي الخارق للعادة، ولم تكن قد سمعت قط من قبل عن ذلك الإجراء المسمى «نانوسنيف». إن نقل مادة أو جين بمساعدة جزيئات النانو عبر الأنسجة المخاطية المبطنة للأنف لتعبر إلى نقاط مستهدفة بعينها من المخ، لهو عمل أبسط ما يوصف به أنه رائد وقابل للتحقق، على الأقل على الفئران حسبما أثبتته تجارب زابينة، إلا أن لفاندا شكوكها. «لا أعتقد أن هذا الإجراء يمكن تحقيقه على الإنسان يوما ما؛ فالقياس لا يصلح هنا؛ لأنه مقارنة بعضو الشم في الفئران، فإن مراكز الشم عندنا منبسطة على رقعة صغيرة جدا، سنتيمترين مربعين مقابل ... دعيني أحسبها؟»
أكملت زابينة: «من ستة إلى سبعة سنتيمترات مربعة لدى الفئران.» «أي إن هذا يماثل ثلاثة أضعاف حجمها عند البشر.» «ها قد فهمت المسألة. نحن نقيس معدل السياح الذين يزورون جبال روكي في أمريكا، ونستنتج من هذا أن نفس العدد سيزور مرتفعات التاونوس في ألمانيا.»
مست زابينة أنفها، وأشارت إلى السرة المثقوبة لتعليق الأقراط، ثم رفعت إصبعين في الهواء.
وقالت بازدراء: «مقارنة لا تستقيم.» ورفعت ذقنها قليلا إلى أعلى، في حين امتلأت عيناها بكل اللامبالاة التي تملأ نظرات مربية إنجليزية لا تنظر لشيء محدد. «ولو لم تخني الذاكرة، فإن سلاسل جبال روكي تمتد على قارة أمريكا الشمالية بكاملها، في حين أن مرتفعات تاونوس ترتفع فقط على جنوب ولاية هيسن.» أحيانا تفقد زابينة حس الفكاهة تماما. «في كل الأحوال نستطيع أن نثبت التأثير المتوقع، أما الباقي فهو من اختصاص علماء الأدوية.»
سألت فاندا غير مصدقة: «أولا تعرفين فعلا أي شيء عن الجين؟» «ولا أدنى فكرة، كما أني لا أعرف حتى أي جزيء نانو يستخدمون. أعلم فقط أن الأمر ينجح. شركة بي آي تي لا تسمح بأي تسريبات في هذا الخصوص. أعلم الآن ماذا يعني الصندوق الأسود، إنه ذاك الخواء في رأسك حين لا يطلعونك على أسرارهم.» «لكنك تستطيعين أن تثبتي «مفعولا» ما.» «بالتأكيد، فالبروتينات الفلورية الخضراء «جي إف بي» مذهلة حقا؛ إذ إن الجين المناسب للتجربة يتم تعليقه على الحمولة التي ينبغي نقلها وكأنها هدية للدعاية، فالخلية لا تختار، إنها تبني الطرد بأكمله في الجينوم الخاص بها وتصنع منه البروتين، وحين يتم الأمر تشع لونا أخضر.»
كانت فاندا تعرف هذا الإجراء. فقد ثبتت فعالية البروتين الفلوري الأخضر في اقتفاء الأثر، وهو بمثابة علامة فارقة في علم الخلايا. الجين الخاص بهذا كان يرتبط بأي جين آخر حسب الرغبة، ويدخل معه في الجينوم المكون للخلايا، وقد أطلق عليه العلماء الجين المراسل؛ لأنه كان يبعث بالنبأ كلما قبلت الخلايا الجين الجديد. كانت الخلايا تشع لونا أخضر إذا ما تعرضت لضوء الأشعة فوق البنفسجية. كان هذا يثبت أن الشفرة الجينية دخلت فعلا إلى مكتبة الخلايا وأصدرت نماذج للقراءة مكونة من البروتينات. أمر آخر تمكن البشر من غشه من الطبيعة. فالبروتين الذي يضيء باللون الأخضر يساعد نوعا من قناديل البحر التي تعيش في شمال المحيط الهادئ على عملية الضيائية البيولوجية. لقد قام العلماء عمليا بإحضار عينات من البحر المحترق ودرسوها تحت المجهر الفلوري. ومن هنا استبعدوا أي خطر يهدد الحياة؛ لأنهم أثبتوا أن البروتين غير ضار على ما يبدو. وكان ذلك بمثابة دليل غير مباشر على صحة عمليات نقل الجين، إذا ما أريد الاستغناء عن تحليل البروتين لارتفاع تكلفته؛ ولأنه يستغرق وقتا أطول كثيرا، وبهذا لم تعد شركة بي آي تي مضطرة للإفصاح عن المادة الخاصة بها؛ لأنه يكفي تتبع توزيع البروتينات الفلورية الخضراء، وهذا تحديدا هو ما قامت به زابينة. الجزيئات سرعان ما وجدت طريقها من خلايا الإحساس الموجودة على النسيج المخاطي عبر حزم الألياف العصبية الدقيقة وصولا إلى البصيلة الشمية، ثم تحركت من هناك بمحاذاة الخطين الكبيرين المكونين للعصب الشمي نحو المناطق الأعمق في الدماغ، وبعد ساعات قليلة وصلت عبر شبكة توصيلات واسعة إلى مناطق «تحت المهاد»، «المهاد» و«الجهاز الحوفي». كان التدخل دقيقا في الوصول للهدف لأن المادة لم يوجد لها أي آثار في الأعضاء الأخرى كالقلب أو الكبد أو الكليتين، حتى بعد مرور عدة أيام.
أبدت فاندا ملحوظة متشككة: «لكني لم أفهم رغم ذلك، كيف يظل الشيء الذي تم نفخه تحديدا في الأنف؟» «ربما الجزيئات مزودة بمستقبلات لا يتعرف عليها سوى الخلايا الموجودة في الغشاء المخاطي، ربما شيء مثل تأشيرة الدخول، لا تسمح بعبور جزيئات النانو بكل حمولتها إلا عبر غشاء هذه الخلايا.» رفعت زابينة كتفيها: «مجرد تخمين ...» «وكيف أمكنك نفخها في أنوف الفئران؟» «أرسلوا مضخة هوائية شكلها مثل مسدس الماء لها جزء يثبت على المقدمة لتناسب تماما الأنوف الصغيرة للحيوانات، والجهاز بكامله يتصل بأنبوبة مصنوعة من زجاج البليكسي، يدخل الحيوان فيها ويدفع رأسه خلال الغشاء المطاطي في حين يضيق عليه من الخلف فيعلق الفأر. بمجرد ضغطة زر يدخل الجهاز إلى أنفه، حيث يتم التحكم في آلية الضخ بشكل إلكتروني. علينا فقط الحذر حتى لا يتوقف الحيوان عن التنفس.» «هل تعاملت مع كل فأر على حدة؟» «طبعا، حتى أضمن حصول كل منها على جرعة ثابتة. الجزيئات تتعلق بأي شيء. ما الذي يفيدني لو نفختها على فروتها؟» «صحيح، ستقوم بلعقها تماما.» «بالضبط.» خبطت زابينة على رأسها. «نريد للمادة الفعالة أن تصل إلى المخ، وليس إلى الجهاز الهضمي، علاوة على ذلك، فوفقا للتعليمات لا يجوز سوى حقن مادتين فقط بالأنف، ولكل واحدة القناة الخاصة بها في المسدس الهوائي. من فضلك لا تسأليني عن السبب؛ فهو أمر مثل كل شيء آخر في هذا المشروع، سر كبير.» نطقت الكلمات الأخيرة ببطء يؤكد كل كلمة فيها، وخفضت صوتها كأن الحدوتة وصلت إلى نهايتها، ولأنها أومأت برأسها قليلا نحو الأسفل فقد استنتجت أنها تعني ما تقول. «هل تريدين التوقف في منتصف الحكاية؟ أنا لحكاياتي نهايات مختلفة.» «أنت تنسين أني الآن خارج الموضوع.»
অজানা পৃষ্ঠা