120

قال: عمرو: لا، ما لنا عليكم ديون.

قال: فلكم في أعناقنا دماء تطالبوننا بها؟

قال عمرو: لا.

قال: فما تريدون منا؟! آذيتمونا، فخرجنا من بلادكم (1).

قال جعفر: أيها الملك، إن الله سبحانه بعث فينا نبيا أمرنا بخلع الأنداد، وبترك الاستقسام بالأزلام، وأمرنا بالصلاة، والزكاة، والعدل، والاحسان، وإيتاء ذي القربى، ونهانا عن الفحشاء، والمنكر، والبغي.

فقال النجاشي: بهذا بعث عيسى، ثم قال النجاشي (2): هل تحفظ مما انزل على نبيك شيئا؟

قال: نعم.

قال: اقرأ، فقرأ سورة مريم، فلما بلغ (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) (3) قال النجاشي: هذا والله هو الحق.

فقال عمرو: إنه مخالف لنا، فرده علينا.

فرفع الملك يده ولطم عمرو، وقال: اسكت والله لئن ذكرته بسوء لأفعلن بك، ثم قال: ارجعوا إلى هذا هديته، وقال لجعفر ولأصحابه: امكثوا أنتم سيوم، والسيوم: الآمنون، وأمر لهم بما يصلحهم من الرزق، فانصرف عمرو وأقام المسلمون هناك بخير دار، وأحسن جوار، إلى أن هاجر رسول الله صلى الله

পৃষ্ঠা ১৪৭