110

তাসিস তাকদিস

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

তদারক

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

প্রকাশক

مؤسسة الرسالة

সংস্করণের সংখ্যা

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

প্রকাশনার বছর

٢٠٠١م

لا يرضى أن يشرك معه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر:٦٥] وقال: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام:٨٨] . وقال سيد ولد آدم ﷺ: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله"١، وقال: "ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله"٢.
وقول المعترض: وما جاز أن يطلب منه في حياته جاز أن يطلب منه بعد موته. تقدم الجواب عنه عند قوله: لأن الشيء الواحد يكون بالنسبة للحي طاعة وبالنسبة للميت عبادة.. إلخ. تقدم هناك ما فيه كفاية لمن أراد الله هدايته.
وكلامه في هذا الموضع في حق النبي ﷺ يحتاج إلى زيادة بيان وإيضاح، فمن المعلوم بالضرورة أن الصحابة كانوا يطلبون منه ﷺ في حياته أن يدعو لهم ويستغفر لهم ويستسقي لهم ويستفتونه، ويطلب الناس منه عرض الدنيا مما أعطاه الله تعالى، ويرجعون إليه فيما أشكل عليهم من أمر دينهم، وهذا كله معلوم بالضرورة وأما بعد موته فلم يأت أحد من الصحابة إلى قبره ﷺ يطلب منه أن يدعو له، فضلا عن أن يطلب منه شيئا من عرض الدنيا أو نصر على عدو ونحو ذلك، ولا استفتاه أحد منهم فيما أشكل عليهم. فأول ذلك لما أشكل عليهم هل يجردونه من ثيابه عند غسله أو لا، لم يسألوه وهو بين أيديهم. ولما عزم الصديق على قتال مانعي الزكاة وحصل عند عمر توقف في ذلك لم يأت إلى قبره يسأله عما استراب فيه. ولما حضرت عمر الوفاة طلب من عائشة أن يدفن مع صاحبيه ولم يقل استأذنوا رسول الله ﷺ في ذلك لعلمهم ﵃ أن هذه الأمور مستحيلة منه بعد موته.
واستسقى عمر بالعباس ولم يأت هو والصحابة إلى قبره يطلبون منه أن

١ تقدم تخريجه ص ٢٠.
٢ أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة رقم ٢٤٩، والإمام أحمد في المسند "٣ / ١٩٣".

1 / 121