قال: فقيل: إن الأشعري لما قدم بغداد جاء إلى أبي محمد البربهاري فجعل يقول:
رددت على الجبائي، رددت على المجوس، وعلى النصارى. فقال أبو محمد: لا أدري ما تقول، ولا نعرف إلا ما قاله الإمام أحمد. فخرج وصنف الإبانة، فلم يقبل منه (1).
* والأدلة الشرعية من الكتاب والسنة مذكورة في كتبنا المعدة لهذا الشأن، وسيأتي ذكر بعض ما هو المتفق عليه منها، إن شاء الله تعالى. فإن مفادها وجوب اتباع الأئمة من أهل البيت في جميع الشؤون، والمنع عن تباع غيرهم مطلقا.
كما أن وصف الأئمة عليهم السلام بالأوصاف التي وصفوا بها في عبارة السيد موجود في كتبنا، وفي كتب القوم. وسنذكر الحديث الوارد من طرقهم في ذلك.
قيل:
كلامه في هذه المراجعة يوحي بأن أئمة المذاهب الأربعة يناصبون أئمة أهل البيت العداء، ويسيرون على غير مذهبهم، ويشير إلى أن أهل السنة قد خالفوا الأئمة من آل محمد.
أقول:
أما أن كلام السيد يوحي بأن أئمة المذاهب الأربعة يناصبون العداء لأئمة أهل البيت. فإن كان المراد خصوص الأئمة الأربعة فكلام السيد لا يوحي ذلك، وإن كان مالك بن أنس معدودا في الخوارج - كما في بعض المصادر (2) -، وهم أعداء أمير المؤمنين عليه السلام. وإن كان المراد سائر
পৃষ্ঠা ৫৮