তাসরিফ আল-আয়াম ওয়া-ল-উসুর বি-সিরাত আল-সুলতান আল-মালিক আল-মানসুর
تشريف الأيام والعصور بسيرة السلطان ال¶ ملك المنصور
জনগুলি
فلما كان يوم الجمعة أنزل الله تعالى لطفه، وأجمل عطفه. وأنجد بملائكته المقربين وجنوده أجمعين. فنزلت لنصرة الإسلام مسرعين، وخيل الله القرنيج أن النقوب في بقية الأسوار على هذه الصورة، وأن التقوب نخرج إلى الخنادق، ومنها إلى الأبراج، وتتعلق حينئذ في الأسوار. وكانت النقوب قد أخذت من تحت الخنادق في اسربة إلى تحت الأبراج، والفرج لايشعرون بذلك. فاطلعوا على ذلك فقط في أيديهم، وحل الخذلان في ناديهم، وتحققوا أنهم قتلى بغير شك، وأن أسيرهم لا يفك. وطلبوا الحديث في الأمان، والمعاملة بالعفو والإحسان. و بعد أن كانوا يؤثرون الموت على الحياة صاروا يؤثرون الحياة على الموت. وتحققوا أنهم إن غفلوا عن أنفسهم فات فيهم الفوت. فطلبوا رحمة مولانا السلطان وعفوه. فاقتفى الحال أن مولانا السلطان رأی اختيار الغنيمة بهذا الحصن العظيم أولى من الطويل في عصاره، وأن التأخير له آفات، والأولى الاهتمام بما هو آت، وأن الفرج الذين في هذا الحصن إن سلوا من نار السيوف، لا يسلمون من نار الحتوف، فأجابهم إلى العفو والأمان، ووثقوا بأن قول مولانا السلطان هو أعظم من الأيمان. فسيروا أكابرهم إلى الدهليز بالصور، ولم يسألوا غير الأمان على النفوس لا غير، وألا يخرج معهم لا مال ولا سلاح متعلق بالحصن خاصة. ومنه مال يتعلق بنفسه ينعم عليه به، وشفع الأمراء فيهم، وقبلوا الأرض بین یدی مولانا السلطان، ورغبوا في إجابة سؤالهم. فأطلق لهم لركوب اكابرهم من الخيل والبغال خمسة وعشرون رأسا و ابوسا. وما عينوه من مال البعضهم، وهو ألفان دينار صورية. وكتبت هم أمانات. وصعدوا ومعهم الأمير فير الدين المقری الحاجب، خلف الجطلين و بقية الفرسان، وسلموا الحصن جميعه في ثامن ساعة من نهار الجمعة ثامن عشر شهر ربيع الأول، وصعد المنجق الشريف السلطاني المنصوري المنصور، وارتفعت ألسنة العالم بالأدعية لمولانا السلطان الذي أرتهم أيامه هذا الفتح الذي طالما تقاصرت عنه الهم، وشابت دون الإلمام به الم، وطلع السلون وأعين أعلاه بالأذان والتسبيح، والشكر لله على إهلاك عبدة المسيح، و إخلاء ديارهم منهم، وأنهم امتن نيتهم شيئا عنهم. وكتبت البشائر إلى جميع الأقطار وسیرت به البريدية إلى كل جهة. وطلعولانا الساطان إلى الحصن يوم السبت، واجتمع الأمراء الأكابر في خدمته، وضرب مشورة بين يديه في هدم القلمة أو إبقائها. فمنهم من أشار بهذا، ومنهم من أشار بهذا. ورأی مولانا السلطان ينقد نوره نقاذا، فرأى إبقائها الحصانتها ومنعتها، وتحسينها وتربيتها، وتم على إيقاها حسرة في قلوب الكفار، وعضد للحصون التي لها عليها من الجوار ورتب بها ألف راجل أقجية وجرخية ومقاتلة، أربعمائة من أرباب الصنائع. ورب بها جماعة من الأمراء أصحاب الطباخانات، وجماعة من البحرية الصالحية والمنصورية مائة نفر وخمسون نفر. ونقل المنجنيقات التي كانت ترمي عليها فصارت ترى منها. وكذلك الآلات والأخشاب والأحطاب والشاب والزردخاناه، والتقط ومن كل شيء كان في الشعبة الشريفة من أصناف الحصن والاته، ورب لها خاصا من بلاد کفر طاب، ومدينة أنطاكية، ومدينة اللاذقية، والمينا و بلاد المرقب التي كانت خاصا له. وما كان مقاما قبل الفتح. وجملة ما بتحصل منه عند عمارته ألف ألف درهم. ورب كلف عمارته و نفقات رجاله على البلاد إلى أن تعمر وتتراجع أهلها.
পৃষ্ঠা ৭৯