واستمرت غضة في صدور الكفار وجا في حلوقهم. وصارت هذه القلاع - وهي کر كر قلين والكتا - متأنسة مها ببعض والكلمة واحدة، والعزائم منساعدة رثت وطأة هذه الحصون على تهنا وعلى صاحب اس وعلى الروم وعلى كل جهة. ورتب مولانا السلطان لهذه الحصون ماندعو حاجتها إليه من غلات وذخائر وزردخانات ورجال، وصارت النصرة منها متجاوبة، والغارات على الأعداء راتبة والحمد لله على هذه التي حكمت محكمة الإسلام في حصون المدة المحذول، وقربت إليها خطو كل نصر مأمول، وحصل منها بجميل التدبير مالا كان يحمل مثله بحصار ولا نزول، والفتوحات تهيأ إن شاء الله وتكون الأول فالأول و بذلك إن شاء الله تعالى الجميع إلى حكم مولانا السلطان ينول ومن الله التوفيق.
ذكر الاغارة على بلاد سيس من جهة الملكة الحلبية وما جرى فيها
كان مولانا السلطان قد رسم للنائب بحلب بالتوجه بوجه الغارات إلى بلاد مسیس، نكاية في حق صاحبها ليفون، لا إرتكبه في حاب - كما ذكرنا - من العدوان على جامعها بالإحراق وغير ذلك. فركب العسكر المنصور إليها من حلب، فلما كان ثالث وعشرين صغر من هذه السنة وصل کتاب النائب بحلب - وضمنه كبار الأمراء الجردين إلى سيس- بأنهم توجهوا إلى بلاد سس ودخلوها بالسيف وقصدوا مدينة أياس، فوجدوا أهلها قد تحصنوا بها. وذلك في ليلة الأحد عشر صفر. و بقيت رجالهم ومقاتلهم بظاهر المدينة يمانعون عنها و يحامون. حملت العساكر المنصورة عليهم فكرتهم وكشرتهم إلى المينا، وقتلوا جماعة على الباب وحصروهم هناك. وعاث العسكر في الدينة فنهبوها وربوها جميعها. و باتوا بالقرب من هناء، وأصبحوا عازمين على الخروج. فلما كان يوم الإثنين وصلوا إلى قريب النقب، وكانوا قد سيروا كشافة، خضرت الكشافة وقالوا: إنهم شاهدوا سواد عظما من جهة تل حمدون. وكان أولئك العسكر قد وصلوا إلى باب إسكندرونة: وكان في الساعة الأمير جمال الدين الهروی، والأمير شهاب الدين مروان، والأمير سيف الدين بلبان العروری و جماعة، فتوقفوا ليحققوا صورة الحال. فإذا عسکریی قد أقبل يطلب العسكر، فاحترزوا ووقوا بالقرب من باب الإسكندرونة، وتناوشوا القتال. فكسرهم المسلمون بقوة الله تعالى. و إقتلعوا جماعة من خيالهم، وساقوا خلفهم إلى البينات إلى تل حمدون. وأمسى الوقت، فوقف الهكر، وتبعت فرقة من العسكر جماعة من الأرمن، فوقعوا على طلب من الأرمن تقدیر خمسمائة مقاتل. فلما رأوهم وراء أصحابهم منهزمين انهزموا، وذلك بعد العشاء الآخرة. وبات العسكر على باب إسكندرونه وأصبحوا يوم الأحد مطابين متطلبين وكان الأرمن فقد بلغتهم حركة العسكر المنصور من مدة عشرة أيام. فجمع ليفون صاحب اس وحشد واستعان واستخدم وأمسك في جملة من أمسك رجل كبير من حساب صاحب سبس في هذه النوبة فقال أنهم كانوا عشرة آلاف مقاتل. وضربت رقبة هذا ا سمير. وضربت رقية شخص فقال: أنا أمبر كبير لا تفرطوا في. فيا التفت على قوله. ووصلت الغيارة إلى نهر جهان ولما خرجوا صادفوا بعض عسكر للأرمن فقتلوهم ؛ وأخذوا خيلهم وتبعوهم م نصف بوم وعادت العساكر المنصورة بالفنى والغنائم. ولم يعدم أحد من المعسكر المنصور.
পৃষ্ঠা ৩০