المخالفون للحق (1) لوجب أن يكون من علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد خلقه، ومن علم السماء والارض فهو خالق لهما، ومن عرف بنفسه شيئا من صنع الله تعالى وقرره في نفسه لوجب أن يكون خالقا له، وهذا محال لا يذهب وجه الخطأ فيه على بعض رعية الائمة - عليهم السلام - فضلا عنهم. فأما التقدير فهو الخلق في اللغة، لان التقدير لا يكون إلا بالفعل، فأما بالعلم فلا يكون تقديرا ولايكون أيضا بالفكر، والله تعالى متعال عن خلق الفواحش والقبائح على كل حال (2). وقد روي عن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا - صلوات
---
= المبحث الكلامي الاتي ذكره اختلافا واضحا وإن خفي على الجمهور. وأما البحث الكلامي - وهو المبحوث عنه لدى علماء الكلام وزعماء الطوائف الاسلامية، ولا يزالون مختلفين فيه - فهو أن الانسان - وإن بلغ رشده وأشده وخوطب بالتكاليف الالهية - هل هو مختار في أفعاله، حر في إرادته، مستقل في الطلب ؟ أو أن الله تعالى هو الخالق في الحقيقة لجميع ما يصدر من الانسان في الظاهر، وهو كالة صماء في أداء ما يجري على يديه من أفعال خالقه، فعلى هذا يكون الانسان فاعلا بالمجاز في كل ما ينسب إليه من أفعاله مباشرة، وإنما يكون المنسوب إليه حقيقة هو الله تعالى وحده، وهذا الوجه يشترك مع الوجه السابق عليه في سلب اختيار العبد واضطراره في أفعاله طرا، وهما بناء عليه يستلزمان الجبر معا، ويسمى البحث الكلامي بحث الجبر الديني، كما يسمى البحث النفسي بحث الجبر التكويني، والفرق بينهما يبدو من وجوه أهما أن المنسوب إليه في الجبر الديني إنما هو الله وحده، وهو الذي أمر بالحسنات ويثيب بحسبها، وهو الذي نهى عن السيئات ويعاقب عليها، وفي صورة كهذه يصعب جدا تصور الايمان بعدالة من أجرى على يديك السيئات وهو في نفس الوقت مؤاخذك بها ومعاقبك عليها، نعم إن الجبر التكويني يقضي أيضا باضطرار العبد فيما يأتيه، غير أنه يجعل مصادر الحسنات والسيئات غير مصدر الثواب والعقاب. ش. (1) بحار الانوار 5: 20. (2) بحار الانوار 5: 20.
--- [ 44 ]
পৃষ্ঠা ৪৩