وقال أبو قيس بن الأسلت
وقدْ لاحَ في الصبحِ الثريَّا لمن يرَى ... كعنقودِ ملاحيةٍ حين نورا
وتبعه إبراهيم بن المهدي ووصف أرضًا قطعها فقال
خطرفتُها وثريَّا النجمِ خاضعةٌ ... كأنها في أديم الليلِ عنقودُ
وأنشد المبرد
إذا ما الثريا في السماء تعرضتْ ... يراها الحديدُ العينِ سبعةَ أنجمِ
على كبدِ الجرباء وهيَ كأنَّها ... جبيرةُ درٍّ ركبتْ فوقَ معصمِ
شبهها بالدستينجِ العريض وقال ابن المعتز
كأنَّ الثريا في أواخرِ ليلها ... تفتحُ نورٍ أو لجامٌ مفضضُ
وقال أيضًا
فناولنيها والثريَّا كأنها ... جنَى نرجسٍ حبا الندامَى بهِ الساقِي
وشبهها ابنُ الرومي بقدمٍ بيضاء فقال وذكر شعر امرأة المنسرح
تغشى غواشِيْ قرونها قدمًا ... بيضاءَ للناظرينَ مقتدرهْ
مثلَ الثريَّا إذا بدتْ سحرًا ... بعدَ غمامٍ وحاسرٍ حسرهْ
وأخذَه ابنُ المعتز وزادَ فقالَ
وأرى الثريَّا في السماءِ كأنَّها ... قدمٌ تبدتْ منْ ثيابِ حدادِ
والعربُ تسمي الثريَّا النجمَ وينشدونَ في طلوعها في الشتاء
طابَ شربُ الراحِ لما ... طلع النجمُ عشاءا
وابتغى الراعي لمشتا ... هُ من القرِّ كساءا
وقال آخرُ في طلوعها في الصيف
طلعَ النمُ غديهْ ... فابتغى الراعِي شكيهْ
وقال كعب الغنوي في الجوزاء
وقد مالت الجوزاءُ حتى كأنها ... فساطيطُ ركبٍ في الفلاةِ نزولِ
وقال ابنُ المعتز
كأنما الجوزاءُ في أعلى الأفقْ ... أغصانُ نورٍ أو وشاحٌ منْ ورق
وقال الدلفي في جملةِ الكواكبِ
إذا السماءُ روضةٌ ... نجومها كالزهرِ
والجوُّ صافٍ لمْ يكدرهُ انتشارُ النشرِ
وقال ابنُ المعتز
كأنَّ سماءنا لما تجلتْ ... خلالَ نجومها عندَ الصباحِ
رياضُ بنفسجٍ خضلٍ نداهُ ... تفتحُ بينهُ نورُ الأقاحِ
وقال امرؤ القيس
نظرتُ إليها والنجومُ كأنها ... مصابيحُ رهبانٍ تشبُّ لقفالِ
وقال ابنُ المعتز
كأنَّ نجومَ الليلِ في فحمةِ الدجى ... رؤوسُ مدارٍ ركبتْ في معاجرِ
وقال عبدُ العزيز بنُ عبد اللهِ بن طاهر
واعترضتْ وسطَ السماءِ الشعرَى ... كأنها ياقوتةٌ في مدرَى
وشبه أبو نواسٍ الدرهم بها فقال
أنعتُ صقرًا يغلبُ الصقورا ... مظفرًا أبيضَ مستديرا
تخلهُ في قدهِ العبورا
وقال آخر
يقرُّ بعيني أنْ أرى بمكانهِ ... سهيلًا كطرفِ الأخزرِ المتشاوسِ
وقال جران العودِ
أراقبُ لمحًا من سهيلٍ كأنهُ ... إذا ما بدا من آخرِ الليلِ يطرفُ
وقال البحتري
كأنَّ سهيلًا شخصُ ظمآنَ جانحٌ ... من الليلِ في نهيٍ من الأرضِ يكرعُ
وقال آخر
إذا كانت الشعرَى العبورُ كأنها ... معلقُ قنديلٍ عليهِ الكنائسُ
ولاحَ سهيلٌ منْ بعيدٍ كأنهُ ... شهابٌ ينحيه عن الريحِ قابسُ
وقال عبد الله بن المعتز
وقد لاح للسارِي سهيلٌ كأنهُ ... على كلِ نجمٍ في السماءِ رقيبُ
وقال العلوي الأصبهاني
كأنَّ سهيلًا والنجومُ أمامهُ ... يغارضُها راعٍ وراءَ قطيعِ
إذا قامَ من مرباتِهِ قلتَ راهبْ ... أطالَ انتصابًا بعدَ طولِ ركوعِ
وقال العلوي في النسرِ أي النسرِ الواقع
وركبٍ ثلاثٍ كالأثافي تعاوروا ... دجى الليلِ حتى أومضتْ سنةُ الفجرِ
إذا اجتمعوا سميتهم باسمِ واحدٍ ... وإن فرقوا لمْ يعرفوا آخرَ الدهرِ
وأنشدَ الطائي
وتبدتْ بناتُ نعشٍ فلاحتْ ... مثلَ نعشٍ عليهِ ثوبٌ جديدُ
وكانَّ الجوزاء لما استقلتْ ... وتدلتْ سرادقٌ ممدودُ
وقال العلويُّ الإصبهانيُّ
وكواكب الجوزاء تبسطُ باعها ... لتعانق الظلماء وهي تودعُ
وكأنها في الجو نعش أخي بلى ... يبكي ويوقفُ تارةُ ويشيع
وقال ابنُ المعتز في إصغاء الثريا
وقد أصغتْ إلى الغربِ الثريَّا ... كما أصغى إلى الحسِ الفروقُ
كأنَّ نجومها والفجرُ بادٍ ... لأعيننا سقيماتٌ تفيقُ
وقال ابنُ الزبيرِ الأسديُّ في ذلك
1 / 2