37
تفسير حقيقة المعاد :

1 الإنسان روح وجسم :

إن كلمة الروح والجسم والنفس قد كثر استعمالها في القرآن والسنة ، علما بأن تصور الجسم والبدن الذي يتم عن طريق الحس قد يكون أمرا بسيطا ، إلا أن تصور الروح والنفس لا يخلو من إبهام وغموض.

فالروح والبدن من وجهة نظر الإسلام هما واقعيتان مختلفتان ، فالبدن يفقد خواصه الحياتية بالموت ، ويضمحل بصورة تدريجية ، ولكن الروح ليست هكذا ، فإن الحياة أصالة للروح ، وما دامت الروح في الجسم ، فإن الجسم يستمد حياته منها ، وعندما تفارق الروح البدن ، لا يقوى البدن على القيام بأي عمل ، إلا أن الروح تستمر في حياتها.

2 الموت من وجهة نظر الإسلام :

يعتبر الإسلام الموت انتقالا من مرحلة حياتية إلى مرحلة حياتية أخرى ، وللإنسان حياة أبدية لا نهاية لها ، وما الموت الذي يفصل بين الروح والجسم إلا السبب الذي يورده المرحلة الأخرى من حياته ، وأن السعادة والشقاء فيها يعتمدان على الأعمال الحسنة أو السيئة في مرحلة حياته قبل الموت.

3 عالم البرزخ :

ومما يستفاد من القرآن الكريم والسنة ، أن الانسان يتمتع بحياة مؤقتة ومحدودة في الحد الفاصل بين الموت ويوم القيامة ، والتي تعتبر رابطة بين

পৃষ্ঠা ৪১