قال ابن الأثير في حوادث سنة 322 ه : حين استولى علي على شيراز نادى في الناس بالأمان وبث العدل (1).
ويقول ابن الأثير وهو يتحدث عن سنة 356 ه : في هذه السنة ابتدأ معز الدولة في بناء المارستان (المستشفى) وأرصد له أوقافا جزيلة وتصدق بأكثر أمواله وأعتق ممالكيه ورد شيئا كثيرا على أصحابه. وكان حليما كريما عاقلا (2).
وقال ابن الأثير : كان ركن الدولة حليما كثير البذل ، بعيد الهمة متحرجا من الظلم ، عفيفا من الدماء ، يرى حقنها واجبا إلا فيما لابد منه. وكان يجري الأرزاق على أهل البيوتات ويصونهم عن التبذل ويتصدق بالأموال الجليلة ويلين جانبه للخاص والعام ، رضياللهعنه وأرضاه ، وكان له حسن عهد ومودة وإقبال (3). وفي جلال الدولة يقول صاحب النجوم الزاهرة : كان جلال الدولة ملكا محبا للرعية حسن السيرة ، وكان يحب الصالحين.
ولكي ندرك مدى ما جبلوا عليه من احترام حرية الرأي ننقل هذه الحادثة التي رواها عنه ابن الأثير في أحداث سنة 429 ه ، وخلاصتها أن الفقيه أبا الحسن الماوردي رأى أنه لا يجوز أن يلقب جلال الدولة بلقب ملك الملوك ، بينما أفتى بقية الفقهاء بجواز ذلك ، وكان الماوردي أخص الناس
পৃষ্ঠা ১৯২