তাশায়্যুচ ফি শি'র মিশরি
التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك
জনগুলি
لولا التقية كنت أول معشر
غالوا فقالوا: أنت رب يعبد
17
هذا ما أنشده ابن النبيه في الخليفة العباسي، وواضح كل الوضوح مدى غلو هذا الشاعر في مدحه، هذا الغلو الذي لا أكاد أجد له مثيلا بين شعراء الفاطميين أنفسهم على ما وصفوا به أئمتهم من صفات، وأسبغوا عليهم من نعوت، ولكن شعراء الفاطميين أتوا بهذه الصفات والنعوت من العقيدة الفاطمية نفسها، ومن التأويلات الباطنية التي تمايز بها الفاطميون ولم يقرهم عليها فرقة من فرق المسلمين، أما ابن النبيه وهو شاعر سني في دولة أطاحت بالدولة الشيعية، وحاولت أن تمحو من البلاد العقيدة الشيعية، وكان يمدح الخليفة العباسي، ثم يغلو هذا الغلو في المدح، فهذا هو الشيء الذي لم نكن نتوقعه في شعر المدح في مصر في عصر الأيوبيين، والذين لهم إلمام بالعقائد الفاطمية يستطيعون في سهولة ويسر أن يدركوا تأثر هذا الشاعر بالفاطميين، فالشطر الأول من البيت الأول هو نفسه رأي الفاطميين في عقيدة الأدوار التي تحدثنا عنها من قبل، والحج في الشطر الثاني من البيت الأول، وكل البيت الثاني هو نفسه رأي الفاطميين في الحج الباطني.
وعجيب أن يذهب الشاعر إلى أن الخليفة العباسي الناصر بضعة من جسد الرسول؛ لأنه ليس من نسل الرسول، والحديث النبوي يقول: «فاطمة بضعة مني» ولكن مبالغة الشاعر، وغلوه في المدح جعل الخليفة الناصر من أبناء فاطمة، مثله في ذلك مثل أئمة الشيعة.
ومثل ذلك قوله في قصيدة أخرى:
أهل بيت قد أذهب الله عنهم
كل رجس وطهروا تطهيرا
وكذلك قوله: «مدينة العلم» التي جعلها النبي لنفسه دون سواه فقال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»، وشعراء الشيعة لم يذهبوا إلى أن عليا أو أحد أبنائه «مدينة العلم»، ولكن هذا الشاعر السني أبى إلا أن يجعل الخليفة الناصر في مقام النبي نفسه.
أما قوله : «باب النجاة» فهو من أقوال شعراء الفاطميين، وكذلك قوله بعد ذلك إن الناصر هو «الصراط المستقيم»، فهذا تأويل باطني خالص لا يقول به إلا شاعر إسماعيلي في مدح إمام إسماعيلي،
অজানা পৃষ্ঠা